في كل مرة أرفض التصديق والنظر بشكل جيّد لِما يتصرّفه، لِما يقوله، لتجاهله، وقسوته، لمخالبه التي تعتصر دمَ قلبي ليرتشفها ويبلل ريقه، أرى الكذبة تلو الأخرى، وأبرر العشرات، يحرق قلبي غيرة، ويعلم أني سأعود، في كل ذلاته يتعمّد إخباري أني لستُ سوى عصفورةٍ جميلة وإلتقتتها شباكه الزهريّة المليئة بالخداع، وثوبه النظيف الذي يرتديه ملطخ بدمعات الكثيرات، والشخصية التي يتصنعها لا تليق به ولا كلامه ينطبق على أفعاله، يجافيني، يبتعد لحد الكره، لا يرد على رسائلي ولا ينهار أمام صورة وجهي ليغرق في تفاصيلي ويستطيع معرفة عدد الشعيرات في رموش عيني، أم أنا فقط من تغرق في هذه التفاصيل وألاحظ البريق الأخاذ، وأنتبه أن عين الجهة اليمنى تكبر حجماً عن عين الجهة اليسرى بذرات، ما يعني زيادة شعيرات الرمش لما يقارب بُصَيْلتين، التي تحتضن البُصيلة من شعرة إلى إثنتين، لألتفت للأنف القصير الجميل الذي يمتلأ حجمه بالطبع عند الضحك ويملأ الوجه بتناسق مع الخدين واللحية التي تحاصر الشفاه مع الشارب، كنت أتمنى في قلبي أن يقوم بحلقها وترتيبها كما أرغب لمرة واحدة، غالية هي أعلم ذلك، لكن كنت أرغب رؤية أن غلاتي تفوق أي شيء... جمال التفاصيل التي تقتلني لا تُلفته مع العلم أنه كنت منبهر في البداية لملاحقة تفاصيلي ما كانت سوى تمثيل مُبهر يستحق نيل جائزة عليه، لأتأكد من كل شكوكي بإكتشافي أن البراءة في العينين لا تعكس جوهر القلب، فقلبه عكس ما تُظهره عيناه، وصغر حجمها ما هو إلا بسبب عدد الكذبات والدمعات التي سببها للأخريات فعند كل موقف سيء تنقبض إلى أن وصلت إلى هذا الحجم!! لا أعلم ما الذي ينتظره قلبي أكثر مما رآه ليصدق ويخرجه من كيانه فهو يسبب قتله بسم يعذّب وينتهي الأمر بالمرء حيّ مقتول على نبضات قلب مطعون ولا دم به...
Post A Comment: