العقل الذى يتحدث عنه البشر و الذى يمتدح هو العقل التراكمى للبشر فخبرات البشر مجموعة من المكتسبات التى يتم البناء عليها و ما توصلت اليه الحضارة فى هذا العصر تفوق ما حصلت عليه البشرية فى مجمل تاريخها، فقد يقطع الإنسان فى سنة ما لم يقطعه قديما فى الف سنة ، إذن ما نتحدث عنه من فكر هو تراكم معرفى لعقول عديدة عبر العمر الإنسانى كله، لذلك لنفس المدخلات و هى المعرفة أستطاع الانسان استخدامها فى الخير و مرة فى الشر ، بل ان الجانب الشرير كان محفز اعلى للبشرية فمعظم القفزات حدثت بسبب الحروب عبر تطوير الادوات المستخدمة فى الحروب ،  كان دائما الاستخدام العسكرى دافعا قويا وراء تطور العلم ، و تلك معضلة عجيبة، حتى ان سباق ابحاث الفضاء نشأ بين الولايات المتحدة و الاتحاد السوڤيتى كسباق عسكرى فى الأساس، لذلك أصبح التقدم الآن هو البناء على ما توصل إليه الإنسان، و هو يحتاج الإرادة فى الفعل فى فهم ما هو قائم و الرغبة فى البناء عليه فلا توجد بداية صفرية و لا توجد وقت لحقول التجارب فيما قطع بالنتائج بالفعل، لذلك أرى أن حل معضلة التعليم و البحث العلمى لن تحل إلا اذا آمن المسئولين فى مصر بإتباع طريق التقدم لأحد الدول الناهضة حديثا، فلتكن ماليزيا، لأن التجريب كانت نتائجه وخيمه فلا يوجد الآن من يسعى لاختراع العجلة، و إذا كنت تريد التأكد مما اقول انظر إلى مستوى الخريجين كل عشر سنين، ستجد ورغم المساعدات التكنولوجيا الرهيبة المستوى العام فى تدهور، رغم إدعاءات التطوير.

#علاء_عبد_الستار






Share To: