طفل كباقي الأطفال
فجأة وجدت نفسي هنا
عالم غريب، الكل يبدو مخيف
قذفت عنوة وأنا لا أعرف المصير
أهرب منهم إلى عالمي الصغير
أسبح في مخيلتي، في بيت مظلم،
برهة مع أبطالي الخارقين .. فرسان سريعون
ﻣﻐﺘﺒﻄﺎ ﺑﺄﺑﺴﻂ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ،
أشقلب وأعطي الحياة لأوراق الرسوم،
ثم لتنتشلني صرخة أمي، ويحك مافعلت؟
أجدني وسط فوضى .. بيتنا المبعثر
لا بل عالمي الصغير .. قصري المرتب
دمروا كل شيء، كسرو فينا كل مولود
ضغط، انفجار، انفصام شخصي،
رهاب اجتماعي،
كل هذا كانوا فينا يستخرجون
أجهضوا فينا البراءة .. ولثقتنا كانو يقتلون
طفل كباقي الأطفال
اضرب هنا وهنالك .. عاقب على ذاك و تانك
من أجل الهدوء .. من أجل السكوت
إنصات لكل لغو .. وتطبيق لكل أوامر
رق منذ الصغر من أبوين وحتى الكبر
أو لزمان عبودية أمية أنتم مشتاقون ؟
جيد أنت فتى مطيع و مهذب طوبى لأبويك
ونعم لمثل ذلك النقش منذ الصغر
لا .. لحظة، لست مطيع
بل فرخ مدجن، كلب مروض،
كبش أعور، وهل للعيد يجوز ؟
هل للعالم بعد ذلك يبصر هذا المخنوق ؟
طفل كباقي الأطفال
ورقة بيضاء كانوا عليها يكتبون
ثم للمستقبل يرسلون
فكيف لك أن تعيش دون النفخ على
رماد كان يتوهج بالأمس نيرانا ؟
يحتوي على جمرات تشوي القلوب،
على العموم سنحاول العيش دون سموم
لكن، تذكرو جيدا ولا تتناسوا
قد كنا بالأمس صغارا، ضعفاء،
أرض خصبة وضع فيها الأفيون
ثم ينتظرون خروج التوليب
طفل كباقي الأطفال
بين عنف الأب وصمت الأم
شروخ تحفر فينا يوما بعد يوم
في ذلك المسكين الصغير
فهل نستطيع التحرر ..؟
لا نريد التمرد .. نريد فقط التنفس،
صرخة طفل تتكلم .. أرجوك
لا تقرأ مسودة طالها النسيان
قد مضى العمر ومات الظمآن
جف واد الأبوة منذ حزيران
بهت لون الطفولة، فجأة أصبح
وجودها وغيابها سيان
طفل كباقي الأطفال
بين عقوق الوالدين وحرية ذاك العصفور
أمواج تتقاذفنا من ذاك لذاك،
تعفن فينا الصبر ونحن ننتظر ..
اختفاء ذكورية الأب و خوف الأم
سلطة القوي على الضعيف تسود
أب يعنف أما، تصمت وفي قلبها تذوب
أم تضرب ابنا، ولأخيه الصغير يعود
سلسلة غذائية في أسرتنا لها وجود
طفل كباقي الأطفال
صمت، خوف، صرع و توحد
مجازر تقام بداخلنا ولا تتوقف
فتاة كنت .. أم خجولة،
جبانة، مريضة نفسية صرت
صبي أمسيت.. أب مدمن سلطوي
خائنا، عنيف أصبحت
وكيف للطفل ألا يخون ؟
وكيف للفتاة أن تصون ؟
طفل كباقي الأطفال
مجتمع فوضوي وجدتم
فلا تلوموا القُلة إن لم تستفرغ السمن
أ ستبدالكم الحليب خمرا نسيتم ؟
مغلوب على أمرنا مهزومون
صغارا كنا تحملنا كل الهموم
أطفال عبيد في عهد كل الحقوق
في الأوراق لها وجود
أمازلتم لحرية الصغير تقمعون ؟
Post A Comment: