◉ قال الله تعالى :
﴿ أَلا إِنَّ أَولِياءَ اللَّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ • الَّذينَ آمَنوا وَكانوا يَتَّقونَ* ﴾
[يونس: ٦٢-٦٣].
قال الإمام ابن جُزَيّ الكلبي الغرناطي -ت: ٧٤١هـ رحمه الله :
«﴿أَولِياء اللَّه﴾ اختلف الناس في معنى الوَلِيّ اختلافا كثيرا، والحق فيه ما فسره الله بعد هذا بقوله:
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾
فمن جمع بين الإيمان والتقوى فهو الوَلِيّ ، وإعراب (الذين آمنوا) صفة للأولياء ...».
◉ فالله تعالى وصف الأولياء بصفتين، هما :
١) الذين آمنوا :
أي أمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.
٢) وكانوا يتقون :
أي صدقوا إيمانهم بالتحلي بالتقوى ، والتقوى هي العمل بطاعة الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، وهذا يقتضي أن يكون صاحبه عالما بأوامر الله ونواهيه .
لذلك ينبغي أن يكون الوَلِيّ على علم بأحكام الدين وليس جاهل مبتدع .
وهناك سؤال وهو :
🌴هل يصح أن يدعى شخص لنفسه أنه وَلِيّ من أولياء الله؟
◉ لا ؛ لأن أولياء الله المؤمنين المُتَّقين يطيعون الله، والله تعالى يقول :
﴿... فَلا تُزَكّوا أَنفُسَكُم هُوَ أَعلَمُ بِمَنِ اتَّقى﴾
[النجم: ٣٢]
أي :
«فلا تمدحوا أنفسكم بالثناء عليها بالتقوى، فهو سبحانه أعلم بمن اتقاه ؛ بامتثال أوامره واجتناب نواهيه».
◉ لذلك فكل من أدعى لنفسه أنه وَلِيّ فهو ليس وَلِيّ ؛ لأنه خالف أمر الله بعدم تزكية النفس .
🌴الخلاصة :
١) ولاية الله تعالى تتحقق بطاعته ، وأساسها موافقة العبد لله تعالى ، فمَن وافق ربه فقد والاه ، ومن خالفه فقد عاداه .
وكل من آمن إيمانا يرضاه الله، واتقى الله فقد صار وليا لله والله وليه.
٢) الأولياء هم أهل الإيمان والتقوى ، أما أهل الشرك والبدعة والفسق فلا يكونوا أولياء أبدا.
٣) أولياء الله ملتزمون بشرع الله ظاهرا وباطنا ، ولا يدّعون لأنفسهم مكانة زائدة على أحد ، ولا يزكوا أنفسهم .
وإذا بحثت عن الوَلِيّ وجدته
رجـلا يـصــدق قـوله بفعــال
وإذا اتـقى الله امـرؤ وأطاعه
فـيداه بـيـــن مـكارم وفـعال
وإذا تـناسبت الرجال فما أرى
نـسبا يـكـون كصالح الأعمال
Post A Comment: