تابع موضوع بعض خصوصيات النبى صلى الله عليه وسلم 
أيها إلقارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن بعض ما اختص الله تعالى به عبده ورسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم وماذكرته لك غيضٌ من فيض وقليلٌ من كثير مما اختص الله تعالى به عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم 
ووعدتك باستكمال الحديث لتطيب نفس القارئ والجليس  بخير حديث مستدلًا بما صح من السنة والحديث لعلى أصل بك إلى الرضا واتباع الحبيب ونبذل سوياً من أجله كل غال ونفيس
  ٢٣/ اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّهُ يُدْفنُ في المكانِ الذي قُبِضَ فيهِ:
عن عائشةَ-رَضيَ اللهُ عنهُا-,قالت: (لمَّا قُبِضَ رسولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- اختلفُوا في دفنِهِ، فقال أبو بكر: سمعتُ من رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-شيئاً ما نَسيتُهُ قال: "ما قَبَضَ اللهُ نبيَّاً إلا في الموضعِ الذي يُحِبُّ أنْ يُدفَنَ فيه" فدفنُوه في موضعِ فراشِهِ). صحيح التِّرمذيِّ
٢٤/اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ الله –تعالى-عَصَمَهُ من النَّاسِ:
قالَ اللهُ-تعالى-:{يَا أَيُّهَا الرَّسُول بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس} (٦٧) سورة المائدة. قال القرطبيُّ-رَحِمهُ اللهُ-: "معناه ما أظهِر التبليغ، لأنه كان في أوَّلِ الإسلام يخفيه خوفًا من المشركين، ثم أُمر بإظهاره في هذه الآية، وأعلمه الله أنه يعصمه من النَّاس".الجامع لأحكام القرآن 
. وعن جابرِ بن عبدِ اللهِ-رَضيَ اللهُ عنهُما-,قال: (غزونا مع رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- غزوةً قبل نجد، فأدركنا رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- في وادٍ كثيرِ العِضاة، فنزل رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- تحتَ شجرةٍ فعلَّق سيفَهُ بغُصنٍ من أغصانِها، وتفرَّقَ النَّاسُ في الوادى يستظلون بالشَّجرِ، قال: فقالَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: "إنَّ رجلاً أتاني-وأنا نائم- فأخذَ السَّيفَ، فاستيقظتُ وهو قائمٌ على رأسي فلم أشعر إلا والسيف صلتاً في يده فقال لى مَنْ يمنعُكَ منِّي؟ قلتُ: الله. قال: فشام السَّيفَ فها هو ذا جالسٌ " ثم لم يعرضْ له رسولُ الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-). صحيح مسلم
. قال ابنُ حجر في "الفتح": ((ويُؤخَذُ من مُراجعةِ الأعرابيِّ له فى الكلام أنَّ الله -سبحانه وتعالى- مَنَعَ نبيَّهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-منه، وإلا فما أحوجه إلى مراجعتِهِ مع احتياجِهِ إلى الحظوة عند قومِهِ بقتلِهِ،وفي قول النَّبى-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -في جوابِهِ (الله)أى يمنعني منك
٢٥/ اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بالزَّواجِ مِنْ غيرِ وليٍّ ولا شُهُودٍ:
عن عائشةَ-رَضيَ اللهُ عنهُا-,قالتْ: قالَ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (لا نِكاحَ إلا بوليٍّ وشاهدينِ
وقد انفرد رسولُ الله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- عن أمتِهِ في هذينِ الحُكمينِ، فأباح اللهُ–تعالى- له الزَّواجَ بغيرِ وليٍّ ولا شهودٍ تشريفاً وتكريماً له لعدمِ الحاجةِ إلى ذلكَ في حقِّه-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-.
قال العلماءُ: (إنما اعتُبِرَ الوليُّ في نكاحِ الأُمَّةِ للمحافظةِ على الكفاءةِ،وهو-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فوقَ الأَكْفَاءِ، وإنّما اعتُبِرَ الشُّهودُ لأمنِ الجُحُودِ,وهو-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- لا يجحدُ). نضرة النعيم .
وبُرهانُ هذا الحكمِ في حَقِّهِ في حديثِ زينب بنت جحش-رَضيَ اللهُ عنهُا- أنها كانت تفخرُ على أزواجِ النَّبيِّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-وتقولُ:(زوجكن أهليكن وزوَّجني اللهُ- تعالى- مِن فوق سبع سموات) البخارى 
هذا ولا يزال الحديث موصولًا عن خصائص سيدنا الرسول بما جاء فى السُنة وصحت به النقول لو قدر الله لنا البقاء وإن كانت الأخرى فنسأل الله أن يحسن لنا الخاتمة ويكتبنا من السعداء بجاه سيد المرسلين والأنبياء.






Share To: