إلى الذين يعاتبون ويسبّون سنة ٢٠٢١ .
قرأت منشورات لأناس يعاتبون أو يَسبُّون السنَة المُنقضية ويُحمّلونها تبِعة ما أصابهم مِن ضُرّ أو بلاء أو أزمات ...
وهو تصرف لا يليق بمؤمنين يعلمون أن الله سبحانه هو خالق الزمان والمكان وما يقع فيهما من أحداث ، وهو الفعّال لما يريد .

فمن سب الدهر فكأنما سبّ خالقه سبحانه، وهذا معنى الحديث القدسي التالي:

قال الله عز وجل : 

يُؤذيني ابن آدم يَسبُّ الدهر ، وأنا الدهر ، بيدي الأمر ، أقلّب الليل والنهار" .

متفق عليه 

وكان أهل الجاهلية إذا أصابتهم مصيبة، أخذوا يسبون الدهر ويلعنون الزمان ، فيقول أحدهم : 

يا خيبة الدهر ، تعساً للزمن ، قبّح الله الدهر الذي شتت شملنا...

وما أشبه ذلك من عبارات التقبيح والشتم، فجاء هذا الحديث لردع ما يقوله أهل الجاهلية ومَن شابههم.

 وبيَّن أن ابن آدم حين يسب الدّهر والزمان ، فإنما يسب - في الحقيقة - الذي فعل هذه الأمور وقدَّرها ، حتى وإن أضاف الفعل إلى الدهر ، فإن الدَّهر لا فِعل له ، وإنما الفاعل هو ربُّ الدهر وهو المعطي المانع ، الخافض الرافع ، المعز المذل ، وأما الدهر فليس له من الأمر شيء ، فسبّهم للدهر هو سبّ لله عز وجل، ولهذا كان مؤذياً له سبحانه .

قال العلماء :‏ 

مَن نَسب شيئاً من الأفعال إلى الدهر حقيقة فقد كفر ، ومن جرى هذا اللفظ على لسانه غير معتقد لذلك، فليس بكافر، لكنه يُكرَه له ذلك لشبَهه بأهل الكفر في الإطلاق . 

أما من أخبر بما أصابه فقط من باب الإعلام أو الإخبار (وليس من باب الشكوى أو الضجر أو السبّ) فلا شيء في ذلك ، وإن كان لا فائدة منه ، لأن المسلم يجب أن يكون إيجابياً قوي النفس مقبلاً على المستقبل ، لا باكياً على الماضي - ولا مانع من أخذ العبرة من الأخطاء بالطبع .

♦أما الذي ينطق بهذا اللغو والهذيان (أي العتاب والسب) فإما أن يتورط في الشرك حيث ينسب الأفعال لغير الله، أو سوء الأدب مع الله بمشابهة كلام الجاهليين، فضلاً عن خطأ آخر يتعلق بالهوية وهو تناسِي التاريخ الهجري الذي هو جزء من هويتنا وشريعتنا !

 حفظ الله قلوبنا وعقولنا وألسنتنا جميعاً






Share To: