الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 4" 


الحمد لله ثم الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين..

لا زلنا داخل متاهات فن شباب الصحراء الجزائرية التي خرجت عن المألوف لأنها صنعت مبدعين جعلتهم يمثلونها على أفضل وجه.

شاسعة صحرائنا وضاجة بالفنانين الذين لا يرضون غير المراتب العليا في مختلف مجالاتهم عاكسين بذلك أيديولوجيا المجتمع الصحراوي كل بطريقته الخاصة وما قد يمثل أي منطقة خير من الفن؟ بالأخص حين يكون بأنامل شبابها.

وقفت كلماتي في وجهي قائلة لا نرضى اليوم وصف شيء غير ما تزخر به مدينة أدرار العريقة.

كلما ذكر اسم هذه الولاية أول ما يتشدق به الناس على حسب معلوماتهم السطحية سيقولون "شاي تيميون" أو قصور قورارة 
والكثير من المناطق السياحية على أنواعها.

بعيدا عن كون هذه المنطقة تمثل نفسها بما تزخر به من مناظر خلابة، جبال، رمال، قصور، وغيره مما يثير فضول السواح لإكتشافه إلا أن أبنائها لم يرضو البقاء مكتوفي الأيدي دون تقديم شيء ولو كان بسيطاً ليجعل منطقتهم تثير الإعجاب أكثر مما هي عليه.
 
سيتقاسم شخصين هذا المقال لمكانتهما في قلبي وكذلك للفن الذي يقدمونه لنا على أطباق من ذهب حيث كل ما علينا فعله أن نشاهد بالمجان ونمتع أعيننا.

الفن الذي سنمتعكم بالكتابة عنه خاص جدا وأنا شخصيا ممن أصابهم الهوس به لمكانته الكبيرة بقلبي وقصصي معه كثيرة لا تعد ولا تحصى.

رحلة اليوم برعاية الفن الفتوغرافي بقيادة الرفيقين وليد حداد و محمد أمين.

يقول "وليد" عن كل ما تلطخ باللون الأصفر  أنه جميل ويستحق التصوير.

عدا هوسه بهذا اللون يجيد هذا الأشعث التعامل مع آلة التصوير في جميع حالاتها فإن كنت ممن تغضب منهم الآلة عليك التواصل معه ليدرسك كيف تشحنها بالحب والعناية وتجعلها تذوب بين أناملك لتلتقط لك أجود وأندر الصور الرائعة.

يحب هذا الأخير كل ما يتعلق بالتراث الخاص بمنطقته من لباس وأكل، مسرح، رمال، أو حتى حجارة بالنسبة له إذا لم يساهم فنه بتمثيل هويته بشكل مبدع وخارق للعادة فكأنه لم يفعل شيء.

هذا ما جعله يدمن تصوير كل ما يمثل ثقافة منطقته من بارود و رقصات شعبية، لباس تقليدي لا ينتشي إلا إن فعل ذلك 
هذا بالضبط ما دفعه لتصميم مجلة تحت إسم "أفراق" تحمل أجمل ما جادت به أنامله بعد تزاوجها مع آلته ومنحتاه صورا ذات كيان روحي جذاب جدا لا يرمش لك جفن بحضورها.

وليد شاب متواضع مثقف كثير الإبتسام يثبت في كل يوم أن حبك لما تمتهنه مع بعض من بهارات الصبر والإجتهاد هي الخلطة السرية لتبدع في عملك ولو نافسك فيه الملايين.

لا يبخلك النصيحة في مجاله وكلما تابعته تعلمت معه معنى الصبر و الإجتهاد ثم آخر ما ستناله طاقة رائعة تمثل الحب الحقيقي للعمل يجعلك تعيد التفكير كثيرا في معاملتك لهواياتك وحتى عملك.

تناظرني أنامل "أمين"  بشرر يتطاير من عينيه قائلة بعد كل هذا الوصف وجميل الكلمات ماذا تركت لي فأقول في تلك الصور وجب التأمل كثيرا لأنك تصنع لنا فلسفة جديدة من نوعها.

نحن نعلم أن التصوير هو شكل متطور للفن التشكيلي ولكن ما يقوم هذا المبدع برسمه يتخطى حدود الجنون فبإعتقادي الأفكار التي يجسد بها تلك اللوحات لا يأتي بها إنسان عادي 

يتميز أمين بتصوير المنتجات وإن كنت مؤسسة تملك منتجات تريدها أن تظهر في إعلاناتك بشكل باهر وأفكار غريبة ورائعة فهو سيكون خيارك الأمثل لأن هذا الأسمر يجيد ما يفعله.

بعكس "وليد" المولع بالأصفر أمين مهووس بالنيسكافي التي في كل مرة يخرج لنا بصور جديدة و خارقة لها 
حين تشاهد فديوهات الريلز في حسابه بالأنستغرام التي يصنع فيها الكابوتشينو بشتى أنواعه تشعر كأنه يخبرك أن كل ما يتميز باللون الأسمر يمكنه أن يصنع المعجزات.

لم أشتم يوما رائحة الهدوء لأنه شيء روحي وغامض ولكنك حين تشاهد أعمال إبن أدرار ستدرك أن روائح الهدوء تستقبلها العين قبل الأنف.

قليل الكلام بسيط جدا و يوظف كل ما يتعلق بشخصيته بأعماله كأن لسان حاله يقول إن أردت التعرف علي يكفيك التمتع بمشاهدة أعمالي فهي كفيلة بأن تذهب بعقلك و لديها إمكانية إيصال كل أحاسيسي المرهفة لك فقط ركز على تلك الصور.

صحيح أني مصور و لدي شهادة و ربما بعض الإمكانيات البسيطة ولكن ما يصنعه أمين ليس مجرد فن إنه شيء خارق للعادة .

هكذا أثبت أبناء أدرار علو كعبهم فيما يحترفونه دون اللجوء للبلبلة أو الصراعات مع غيرهم يتركون الحديث لأعمالهم ليثبتو جدارتهم.

يشهد الله أن هذا الثنائي يمثل المنطقة من كل النواحي الفنية والأخلاقية .

لا يمكنني إنكار أنني من محبي أعمالهم ومن الناس الذين أستمتع حقا و أنبهر كل مرة بكل ما تجود به أناملهم المبدعة.

وبما أني ممن سيطر عليهم هوس التصوير متشوق بشدة لزيارة هذين الصديقين والوقوف بورشات أعمالهم ومشاهدتها عن قرب 
حتى أعلم الشعور الذي ستتركه تلك اللوحات في نفسي؟ وكيف سيكون تأثيرها؟ 

ينتهي مقالنا هنا إخوتي الكرام على أمل أني أنصفت هذين المبدعين في إنتظار المزيد من الفنون الشبانية التي تزخر بها صحرائنا الكبيرة. 
الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 4"

الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 4"

الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 4"

الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 4"

الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 4"

الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 4"

الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 4"

الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 4"

الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 4"







Share To: