الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 6" 


       (سفير الأدب المدرسي الجزائري)

حين كنت بعمر 16 سنة كان يشغل عقلي فقط كتابة رسائل الغزل وقصائد العشق وبعض الأوقات أنسج من مخيلتي بعض من الخواطر  وأخبأها عن الناس لتدفن بمقابر النسيان.

بينما كل ما شغل عقله به رواية يدافع بها عن موضوع شائك جدا حتى الكبار يجدون صعوبة في معالجته أو حتى أنهم لربما لم يمتلكو الشجاعة الكافية للتفكير فيه كمادة أدبية يمكن تقديمها.

هل برأيك أنه من العادي أن يمتلك المراهق هذا النوع من الإمكانيات الفكرية التي تجعل منه يخوض غمار الدفاع عن المرأة المطلقة التي تعاني الكثير من الويلات في صمت دون أن تجد من يقف بصفها لا من أهلها أو حتى صحبها ثم تُفتحُ لها نافذة أمل من خلال فتى لازال بعمر الزهور يناقش الموضوع كأنه يفهمه أكثر من أصحابه .

عوض أن يتسمر أمام باب منزل فتاة ينتظر متى تخرج للمحل لتشتري بعض مستلزمات البيت فيستغل تلك الفرصة ليتشبع بالنظر لها ويتغزل بكل شغف بمشيتها و طريقة تحريك جدائلها مثلما كنت أفعل كثيرا حين كنت في نفس عمره  رفض ذلك فحين ولج عالم النساء لم يختر ذلك الجانب الذي كله ورود ورِقة بل غرق تماماً في أعتم حفرة في هذا العالم وقرر الدفاع عنهن من خلال رواية وسمها ب"لم أك بغيا"  
حين تأملت العنوان شدتني بلاغته وبساطته وارتباطه الشديد بالموضوع الذي يعالجه من خلال أحداث الرواية خاصة أنه آية قرآنية ما يؤكد لك كقارئ أن هذا الفتى الأرعن يجيد تماماً ما  يفعله ولو كانت هذه تجربته الأولى إلا أنه أعطاه حقه وبالزيادة أيضاً.

كأن لسان حاله يقول خلقت لأعبث بمشاكل كبيرة لأني جدير بها.

إذا كان شخص اليوم مبهم لك ولم تعرفه من عنوان روايته فعليك أن تعلم أني أحدثك عن شاب صغير فالسن إسمه الكامل "محمد أيمن حمادي" 

قد حدثتكم عنه قليلاً حين كتبت "في كنف أبناء إليزي"   ولكن لابد أن نعطي لكل ذي حق حقه فهو من العظماء الذين صنعو اسماً في عالم الأدب الشبابي بروايات تستحق المطالعة.

لم تسنح لي فرصة مطالعة أعماله وقد طلبتها منه عدة مرات لكن للأسف لم يسعفني الحظ لأنه لا يملك منها حتى نسخة لنفسه .

لكن رغم كل هذا وذاك لدي ما يكفي عن المعلومات لأننا تحدثنا كثيرا حولهما في عديد المناقشات.

شخص هادئ وظريف ذكي جداً ولا أستطيع مقارنة نفسي معه في جانب الثقافة لأنه يفوقني كثيرا به وقد كنت أخبرت الأستاذ أحميدة العياشي في جلسة جمعتني به قائلاُ يا أستاذ أنا معك أتحدث بشكل عادي جداً وأدلي بما لدي دون تردد ولكن في حضور أيمن لن أستطيع التحدث لأنه في مستوى آخر تماماً ما شاء الله اللهم لا حسد.

وهذا ما يؤكد لنا أن السن ليس أبداُ معياراً  يمكننا الإحتكام إليه لأنك في حضوره ستكتشف دائماً أنك أغفلت نقطة ما وسيسدها هو بطريقته الجيدة في الحوار.

شاب جد محترم، متواضع صديق الضيق رجل بألف، نِعم الرجل والرفيق هو يمكنك الوثوق فيه مهما كان الموضوع الذي تحتاجه به لأنه لن يخذلك فليست تلك خصاله ولن تكون بإذن المولى عز وجل.

نتشارك في حبنا الجنوني للطرب والمطربين أمثال أم كلثوم وغيرها هذا دون الحديث عن الكتاب الكبار وعديد النقاشات التي لا يسعفنا المقال للتفصيل فيها.

ولأنه إنسان صاحب رأي ثاقب ثابت لا يتغير وشخصية قوية ورائعة وأسلوبه الكتابي جميل جداً لأني قرأت ا الكثير من الأشياء إلا رواياته تم منحه درع شرفي (سفير الأدب المدرسي الجزائري) 

ولأن سنه صغير ومحنك وعقله ما شاء الله جعلته شخصيته الجميلة أن يظهر على شاشة ااجزيرة.

كل هذا دون الحديث على أنه طالب في جامعة الإعلام والإتصال مهووس بالصحافة حد الجنون وما أجمل أن يحب الشباب مهنتهم لأنهم سيصنعون المعجزات من خلالها أكيد.

أيمن شاب لا تمل مجالسته لأنك لن تتحدث رفقته عن أي شيء سلبي أو غير مفيد فعقله لا يستهلك أي ما يدني من مستواه.

أتمنى أن تفيه كلماتي البسيطة هذه حقه، وكذلك تمنياتي أن تفي من سيأتي بعده في المستقبل القريب.
الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "الفن بأنامل شباب الصحراء الجزائرية 6"







Share To: