جاء فى كتاب :
العقيدة الواسطية ١٧، ١٨ باختصار .
بين خالد بن الوليد ومعاوية ونابليون :
#الأدب_والعدل_مع_الصحابة
لو بحثنا فيما كُتب في فرنسا عن نابليون ، ولو تقصّينا عواطف الألمان عن هتـ.لر لوجدنا أكثرها إعجاباً وتقديراً وإبرازاً للحسنات وتغاضياً عن الخطايا والمنكرات .
وهم أحرار في تقرير مشاعرهم ومنهجهم في التعامل مع رموزهم مدحاً أو قدحاً أو تغاضياً
إلا أننا اُبتلينا بنفر من قومنا استطالوا في الصحابة وأطلقوا ألسنتهم بالتجريح وعقولهم بالتشريح ، نابشين في التاريخ والآثار عن أدلة إدانة وإن اختلفت مشاربهم بين جاحد وجاهل ، وحسن النية سيّئ المَسلك يُوهم نفسه بأن ما يفعل هو نقد علمي واستنباط للعِبَر ونصيحة للبشر .
والعجيب أن بعضهم يُحمّل السابقين كل أخطائنا وخطايانا باعتبار أنهم سنّوا أسوأ السُّنن تماماً كما يفعل النصـ.ارى في تحميل سيدنا آدم خطيئة وجودنا على الأرض !
وإلى عموم المسلمين أسوق هذا الأدب والإنصاف لمن أراد أن يصون دينه ويحفظ لسانه :
#قال ابن مسعود رضي اللّه عنه :
أصحاب محمّد ﷺ كانوا أفضل هذه الأمّة :
أبرّها قلوباً وأعمقها علماً وأقلّها تكلّفا اختارهم اللّه لصحبة نبيّه ولإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتّبعوهم على أثرهم وسيرتهم فإنّهم كانوا على الهدى المستقيم» .
#قال ابن تيمية رحمه :
ومن أصول أهل السنة والجماعة :
سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله ﷺ كما وصفهم الله به في قوله تعالى :
{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}
[الحشر:١٠].
وطاعة النبي ﷺ في قوله :
"لا تسبّوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده ، لو أن أحدَكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ، ما بلغ مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيفَه " .
ويَقبلون أي أهل السنة ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع ، من فضائلهم ومراتبهم : أي درجات الصحابة .
ويتبرّؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبّونهم ، ومن طريقة النواصب الذين يُؤذون أهل البيت بقول أو عمل .
ويُمسكون عمّا شجر بين الصحابة مِن خلاف ويقولون :
إن هذه الآثار المَرويّة في مَساويهم منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زِيد فيه ونقص وغُيّر عن وجهه .
والصحيح منه هم فيه معذورون ، إما مجتهدون مُصيبون ، وإما مجتهدون مخطئون. .
وهم أي أهل السنة مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره ، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة .
ولهم من السوابق والفضائل ما يُوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر ، حتى إنه يُغفَر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم ؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم .
وقد ثبت بقول رسول الله ﷺ :
"أنهم خير القرون " .
ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته أي السبق في الإسلام والجهاد أو بشفاعة محمد ﷺ الذي هم أحق الناس بشفاعته ، أو ابتلى ببلاء في الدنيا كُفّر به عنه .
فإذا كان هذا في الذنوب المحققة ، فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين ، إن أصابوا فلهم أجران ، وإن أخطئوا فلهم أجر واحد ، والخطأ مغفور لهم ؟
ثم القدر الذي يُنكَر من فعل بعضهم قليل نزر ، مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم ، من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح .
ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة ، وما مَنَّ الله به عليهم من الفضائل ، علم يقينًا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء ، لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم هم الصفوة من قرون هذه الأمة ، التي هي خير الأمم وأكرمها على الله تعالى.
Post A Comment: