فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "الأدب والعدل مع الصحابة" 


جاء فى كتاب : 
العقيدة الواسطية ١٧، ١٨ باختصار .

بين خالد بن الوليد ومعاوية ونابليون :

#الأدب_والعدل_مع_الصحابة 

لو بحثنا فيما كُتب في فرنسا عن نابليون ، ولو تقصّينا عواطف الألمان عن هتـ.لر لوجدنا أكثرها إعجاباً وتقديراً وإبرازاً للحسنات وتغاضياً عن الخطايا والمنكرات .

وهم أحرار في تقرير مشاعرهم ومنهجهم في التعامل مع رموزهم مدحاً أو قدحاً أو تغاضياً 

إلا أننا اُبتلينا بنفر من قومنا استطالوا في الصحابة وأطلقوا ألسنتهم بالتجريح وعقولهم بالتشريح ، نابشين في التاريخ والآثار عن أدلة إدانة وإن اختلفت مشاربهم بين جاحد وجاهل ، وحسن النية سيّئ المَسلك يُوهم نفسه بأن ما يفعل هو نقد علمي واستنباط للعِبَر ونصيحة للبشر .

والعجيب أن بعضهم يُحمّل السابقين كل أخطائنا وخطايانا باعتبار أنهم سنّوا أسوأ السُّنن تماماً كما يفعل النصـ.ارى في تحميل سيدنا آدم خطيئة وجودنا على الأرض ! 

وإلى عموم المسلمين أسوق هذا الأدب والإنصاف لمن أراد أن يصون دينه ويحفظ لسانه : 

#قال ابن مسعود رضي اللّه عنه :

 أصحاب محمّد ﷺ كانوا أفضل هذه الأمّة : 

أبرّها قلوباً وأعمقها علماً وأقلّها تكلّفا اختارهم اللّه لصحبة نبيّه ولإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتّبعوهم على أثرهم وسيرتهم فإنّهم كانوا على الهدى المستقيم» .

#قال ابن تيمية رحمه : 

ومن أصول أهل السنة والجماعة‏ :‏

 سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله ﷺ كما وصفهم الله به في قوله تعالى‏ :‏

 ‏{‏‏وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ‏} 

‏[‏الحشر‏:‏١٠]‏‏. 

وطاعة النبي ﷺ في قوله :

"لا تسبّوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده ، لو أن أحدَكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ، ما بلغ مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيفَه "‏‏‏ .

ويَقبلون أي أهل السنة ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع ، من فضائلهم ومراتبهم : أي درجات الصحابة .

ويتبرّؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبّونهم ، ومن طريقة النواصب الذين يُؤذون أهل البيت بقول أو عمل .

ويُمسكون عمّا شجر بين الصحابة‏ مِن خلاف ويقولون‏ :‏ 

إن هذه الآثار المَرويّة في مَساويهم منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زِيد فيه ونقص وغُيّر عن وجهه .

والصحيح منه هم فيه معذورون ، إما مجتهدون مُصيبون ، وإما مجتهدون مخطئون‏. .

وهم أي أهل السنة مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره ، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة .

ولهم من السوابق والفضائل ما يُوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر ، حتى إنه يُغفَر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم ؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم .

 وقد ثبت بقول رسول الله ﷺ :

 "أنهم خير القرون‏ "‏‏ .

ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته أي السبق في الإسلام والجهاد أو بشفاعة محمد ﷺ الذي هم أحق الناس بشفاعته ، أو ابتلى ببلاء في الدنيا كُفّر به عنه .

 فإذا كان هذا في الذنوب المحققة ، فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين ، إن أصابوا فلهم أجران ، وإن أخطئوا فلهم أجر واحد ، والخطأ مغفور لهم‏ ؟‏

ثم القدر الذي يُنكَر من فعل بعضهم قليل نزر ، مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم ، من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح‏ .

ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة ، وما مَنَّ الله به عليهم من الفضائل ، علم يقينًا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء ، لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم هم الصفوة من قرون هذه الأمة ، التي هي خير الأمم وأكرمها على الله تعالى‏.‏






Share To: