تابع موضوع بعض خصوصيات النبى صلى الله عليه وسلم
أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن بعض ما اختص الله تعالى به عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم وما ذكرته لك غيضٌ من فيض وقليلٌ من كثير مما اختص الله به البشير النذير ووعدتك بوصل الحديث عن النبى الشريف راجياً من الله العلى القدير  العفوَ عما كان من خطأٍ وتقصير  ووصلاً بما سبق أقول وعلى الله القبول 
اختصاصه صلى الله عليه وسلم بكونه (رحمة للعالمين)
فكان كل نبى يبعث إلى قومه خاصة وكان صلى الله عليه وسلم رحمة عامة
وفي القرآن ما يشير إلى هذا فيقول الله عن عيسى: {وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}،آل عمران ٤٩ وعن هود قال: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا}الأعراف ٦٥… إلخ، في حين أن رسولنا صلى الله عليه وسلم بعث إلى الناس كافة في زمانه وفيما بعد زمانه، فهو خاتم النبيين، قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} الإسراء ١٠٥ وقال جل ذكره: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}. وفي الحديث الذي رواه الشيخان: “عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وكمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين.) 
   ولقدأرسل الله تبارك وتعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للخلائق عامة مؤمنهم وكافرهم وإنسهم وجنهم، فقال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، «سورة الأنبياء: الآية ١٠٧، رحمة بالإنسان والحيوان وحتى الجمادات، ويصفه ربه، فيقول: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ...)، «سورة آل عمران: الآية ١٥٩، فالرحمة صفة لازمة له، وسمته التي يُعرف بها. وتعددت رحمة النبي-صلى الله عليه وسلم- وتظهر مع الشيوخ الكبار، حينما أتى أبو بكر الصديق بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله ليبايعه وكان قد كبر سنه، فقال: (هلا تركته في بيته حتى نأتيه) . ونالت رحمته الكبير والصغير والرجل والمرأة، سمع النبي يوما في الصلاة صوت طفل يبكي وهو يحب أن يطوّل في الصلاة، فيستعجل فيها رحمة بالطفل الذي يبكي لعله جائع أو مريض، ورحمة بقلب أمه عندما تسمع ولدها يبكي، فيرق قلب النبي فيستعجل في الصلاة. ولم تقتصر رحمته على البشر، بل وصلت حتى الحيوان والجمادات، جاء جمل إلى نبي الرحمة كان لأحد الأنصار عذبه صاحبه وجعل يعاني من شدة الجوع، فجاء الجمل يشكو إليه قسوة صاحبه، فرَق رسول الله لحاله ورحمه، وقال أين صاحب هذا الجمل؟، فجاء الأنصاري، فقال: (شكا إليّ أنك تجيعه، اتق الله فيه) . ورغَّب النبي الناس في الرحمة والرفق واللين، قال، صلى الله عليه وسلم: (اللهم من ولي من أمر أمتي فرفق بهم فارفق به،  ومن ولي من أمر أمتي فشق عليهم فاشقق عليه) ، وقال صلى الله عليه وسلم: (من لا يرحم لا يرحم) وقال:(الراحمون يرحمهم الرحمن) والرحمة صفة رسول الله التي لم تفارقه قط في كل سيرته، وفي كل مراحل حياته وأحواله، وهو القائل: (يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا) ، وقال أبو هريرة: قيل، يا رسول الله، ادع الله على المشركين، فقال: «إني لم أبعث لعاناً ولكن بعثت رحمة». ومنهج النبي هو الرحمة للبشرية كلها، ومن رحمته، بالناس تحريم الدماء والأموال، والربا في معاملاتهم، والوصية بالوالدين والأرحام وبالنساء والأطفال والضعفاء واليتامى والمرضى. وهو صلى الله عليه وسلم الأمان لأمته: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، «سورة ?الأنفال: الآية ٣٣»، وفي اتباع الكتاب والسنة العصمة من الضلال، قال مالك ابن أنس أن رسول الله قال: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله، وسنتى) 
هذا شئ يسير من الإجمال عن رحمة البشير النذير وإن كان في الأجل بقية فالحديث موصول مع خصائص سيدنا الرسول بشئ من التفصيل عن كونه رحمة للعالمين وأسأل الله لى ولكم التوفيق والسداد ورفع الدرجات والاقتداء بخير و أشرف المخلوقات والعفو عما مضى والإخلاص والقبول فيما هو آت بجاه من بحبه تسعد الكائنات فى الحياة وبعد الممات.






Share To: