الكاتب اللُبناني : امجد سليم يكتب نصًا تحت عنوان "ليلة" 


جالساً على كرسي الهزاز ، اراقب النافذة التي اصبحت جزئاً منها .. انتظر من قال انه لن يغيب يوماً !

جالساً اعد السنين بعدما مضت الايام والشهور ولم تعد، احمل لها في قلبي الم كبير وعتب اكبر وجرح يكبرني في العمر عُمر ، احمل لها كلام لا يباح لغيرها ، احمل لها ورود ذبلت مع عيوني وعاشت من دموعي وماتت حين خنقني الحنين. 

حنين الليالي الذي تحول الى رعب الشوق وخوف من الحرقة الى ان اصبحت النافذة وحيدة كل ما مرَّ سواد الليل ووحشته، ليتنا جرحنا بعض وافترقنا طوعاً وبنينا جدران من الجفاء والكراهية بيننا .. ليتك لم تكوني في حياتي القدر لما كان فرقنا قضائه ..! 

ما زلُتُ اراكِ في الاغاني والكلمات، ما زالت تلك الابتسامة امامي في عيوني اراها في كل صباح .. لم يغيرها التراب ! وحدها نغمات قلبك هي التي ما عدت اسمعها، صمتت فجأة وبعدها ساد السكون في داخلي .. 

كنتِ ملجئي وكنت لك السند وكنت اعلم ان صفاتِك تنعم بها الملائكة وكنت اكذب على نفسي بتصديق انك سوف تبقين الى الابد ! ولكن مصير الملاك منزل في الجنة ومصير من احبها جحيم من الألم والحرقة 

 بعدما تمسكنا بكل لحظة سوياً احترقت ايدينا ! رسمنا الخطط وجنون الهوى جعلنا ننسى ان خططنا وضعها الله قبل ان نخلق في الحياة وهو على كل شيئٍ قدير، تُهنا في الاحلام وكان حلماً للأبد لكِ. 

حاولت جاهداً ان لا احب خوفاً من شوقاً سوف تقتلني حسرته في نهاية العمر، عندما لا يكون هناك مهرب من تكرار حسابات الحياة .. كل حياة ، حاولت جاهداً وها انا على كرسي الهزاز اراقب الشمس في غروبها من نافذة ندرتُ لها سنين عمري .. منتظراً ظهور القمر .. خائفاً من اشواق الليل، تمنيته ان يظهر مرة ينير ليلي فأسهر معه الليلة الاولى منذ زمن والأخيرة بعد كل هذا الزمن، 
وتتوقف الكرسي عن الاهتزاز امام نافذة تأكلها الصدأ.






Share To: