الشاعر السوري عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "حنين" 


أنسيتِني ؟  وأنا  بحبّــــــكِ  مُتعَبُ
ما  زلتُ  فوق  جِمـــــــــاره  أتقلّبُ

يا للغرابـــة , كيف  تيّمني  الهوى ؟
لكنّما  لو  لم  أُتيَّـــــــمْ  أغــــــــربُ

فأنا  أحــــاول  كلّ  يومٍ  قتـــــــلَه
وأعـــود  مقتولاً ,  ومثـــلي  يُغلَبُ

يا  فتنــــةً  لمّا  تزلْ  مثل  الدِّمــــا
تجتــاح  شــــــرياني ,  ولا  تتهيّبُ

فلْتتركيني  كي  ألــمَّ  حقـــــــائبي
فعسـى أغادرني الجوى , أو يذهبُ

هل  يقدر  العصفور  كبْحَ  غنائـه ؟
وهناك  بلبلة  تميس ,  وتَطـــــــربُ

أم  يقـــدر الظمآن  ترْكَ  شـــرابه ؟
والماء يجري سلسلاً , أم يشــربُ ؟

فالشمس  تأخذ من  ضيائكِ  نورها
والورد  منكِ  على المـدى  يتطيّبُ

ولذا  فطيفكِ  لا  يغادر  خاطــــري
وهواك يســحرني , فأين المهربُ ؟

لله  ما  فعل  الغـــــــرام  بخـافقي
قد كنتُ أحســـب أنني  به  أصلبُ

يا أنتِ , والعشـــق  الدّفين  يهزّني
وأحسّ  أني  للنهايـــــــة  أقـــــربُ

لم  تحْـــلُ  بعدكِ حلوةٌ في  ناظري
والنحــل  يجذبه  الرّحيق  الأطيبُ

عيناكِ  تســكنني , وأســـكن  فيهما
طفــلاً يهيم مع الفـــَراش ,  ويلعبُ

ما اســطعتُ نسياناً , فـلا  تتعجّبي
من  جرّب  الأشـــــواق لا  يتعجّبُ

ما زلتُ يقتلني الحنين لـ ( يا أنـا )
والقلب  جُــــــنّ ,  كأنّــه  لا  يتعبُ

ديني  هواكِ ,  ولن  أموت  ككــافرٍ
ما دمتِ في روحي فأنتِ المـذهبُ

أبقى على عهد المحبّة , والهـــــوى
وأظلّ  في محراب عشـقكِ  أُصلَبُ

لا  تحسبي  يوماً  سـلوتكِ  حلوتي
وأنا  الذي  في  الحبّ  لا  يتهــرّبُ

فإذا  ســكتُّ , ولم  أبُحْ  , فلْتعلمي
أنّ  المشـــــاعر لا  تُقـــال , وتُكتَبُ





Share To: