الكاتب السوداني محمد بن عمر يكتب نصًا تحت عنوان "رسائل في سلة المُهملات" 


من من تخليتي عنهُ 
الرسالة الواحدة بعد المئة
ردًا على آخر إبتسامةً رأيتها مرسومةً على ثغرك: 
السلام عليكِ والأحلامُ بكِ لي: 
أودٌ أن أُخبركِ اليوم أن الشجرة التي إعتدنا الجلوس تحت ظِلها قد زرفت أورقها حُزنًا على غيابُكِ الذي طال 
وعصافيرها الجميلة نزحت لأن أغصانِ الشجرة لم تعد تجد من يمُدها بالإبتسامة فجفت.
إليكِ الأمر يا راحلة، إن إبتسامُتكِ قصيدة غزلًا، كُتبت على رائحة البن.
لم تكن قصاصات الشِعر القديم مدهشة بل بلاغةُ ملامحكِ.
______________________________
يومًا آخر بدونك يبدو مثل مدينة مُهشمة بعد إنتهاء الحرب"
الرسالة الثانية بعد المئة:
قبل أن أقول لكِ كيف حالكِ، هل تعلمين مدى سوء الخراب هُنا، فأنتي مثل أوتار العود لن تُسمع موسيقاه إن غابت.
عزيزتي في قلبِ السطور توجد كلماتٍ تتَأَوُّه، فهلا تجذلٌيها.
نظرتُ في صورتكِ مدة عشر سجائر وأنتِ مبتسمة، تمنيت لو أنني أستطيع إنتزاعكِ من الصورة لأنظر في عينيكِ وأخبركِ كم أنهُ شاقًا إحتراق الروح من بُعدكِ.
محاولة نسيانُكِ كانت أشبه بالتلويح لشخص أعمى.
أنتِ هُناك تُجدلين خُصلات شعركِ وتلفينها وأنا هُنا يلتف بي الكون؛ أحبكِ كما وطني مُستعمرا بالأغبياء، كل ما تحتاجه هذه المدينة المضطربة إبتسامةً منك حتى تهدأ 
الآن قولي لي كيف حالك.
____________________






Share To: