الكاتب شرف الدين عكري في ضيافة قنا لايف.


كتبت رجاء بسبوسي
عندما سألته عن دوافع الكتابة لديه، وهو سؤال كنت أحاول فقط أن أتخذه مدخلا لحوار طويل وماتع، أجاب أن البداية كانت من خلال تدوين مذكراته اليومية وكتابة بعض الخواطر، أي أنها كانت متواضعة جدا على حد تعبيره. أما عن الدوافع، فلقد شرح لي أنه إلى جانب ترك أثر وبصمة خاصة في الحياة قبل الانسحاب النهائي، هناك أيضاً الرغبة في التطرق إلى المواضيع المسكوت عنها وتسليط الضوء على بعض الأفكار والمواقف والشخصيات، حتى تصل إلى القارئ بدلا من أن تبقى في طي المجهول. هذا إلى  جانب هاجس كبير لديه هو  التعريف بالإرث الإنساني المشترك. حقيقة أقنعتني إجابته وأغرتني بطرح المزيد من الأسئلة، كيف لا وهو الدرويش في تكية حنا مينا وأحد مريديه المخلصين، عشق المساحة الممتدة التي منحها حنا مينا للهامش وتأثر  بهذا الرجل الكبير الذي ساهم في تطوير الرواية العربية بشكل كبير. بل إنه خصص له ركنا في بيته، وهو عبارة عن مكتبة تحفل بما يقارب أربعين عملا ساهم في تجميعها كتبيون من مدن مختلفة. 
إنه الكاتب الشاب شرف الدين عكري،  من مواليد مدينة سلا المغربية بتاريخ 17 غشت 1992. متزوج وأب لطفل، أستاذ التعليم الابتدائي وكاتب قصص بأنواعها ( القصيرة والقصيرة جداً) وخواطر.حصل على شهادة الإجازة في الدراسات الأساسية شعبة الاقتصاد والتدبير من جامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس، كما حصل على شهادة التأهيل التربوي من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بنفس المدينة.
هو المتمرس الذي ما أن يدخل غمار مسابقة أدبية إلا وكان له نصيب من الفوز فيها.  فاز كاتبنا في مسابقة عابر الثقافية للقصة القصيرة  ( عابرون الإصدار الرابع معرض القاهرة الدولي 2022 ) عن القصة القصيرة "غفوة". كما حازعلى المرتبة الأولى في مسابقة القصة القصيرة للنادي الأدبي تلاقي بركان في نسختها الثالثة عن القصة القصيرة "فيضان النهر". بالاضافة إلى فوزه  في عدة مسابقات للخاطرة الأدبية ( الرابطة الموريتانية للأدب والثقافة دورة 2021 -  لؤلؤة الأدب...) 
صدرت لكاتبنا المجد  مجموعتان قصصيتان بالتعاون مع دار زوسر للنشر والتوزيع. المجموعة القصصية الأولى تحت عنوان "إلى مهلكتي" . تتراوح مواضيعها بين الذاتي والمتخيل في قالب إبداعي مميز، وتضم بين طياتها 9 قصص قصيرة.  أما المجموعة القصصية الثانية فهي تحت عنوان "فسيفساء"، وتضم بين دفتيها 146 قصة قصيرة جداً. ترصد الهواجس، والآمال، والمخاوف، والانكسارات، والانتصارات، ومكامن النفس البشرية من خلال قصص إنسانية مختلفة وعوالم متعددة. 
أما بخصوص المشروع الأدبي القادم، فلقد خاض الكاتب الواعد شرف الدين عكري غمار تجربة جديدة، ولم يسلم كالعديد من المبدعين من غواية الرواية. فعمله القادم  هو رواية تمزج بين الواقع والخيال في قالب أدبي صرف، وبتقنيات كتابية متنوعة  تمنح القارئ  المرتقب الكثير من الدهشة. 






Share To: