الكاتبة الإيرانية غزالة نبهاني تكتب نصًا تحت عنوان "حب خالد" 


هل لاحظت أن أكثر حب ثباتا واستمرارية هو الحب اللاإرادي الذي يولد معنا؟ و في الواقع ليس لنا دور في اختياره و بل يتجذر فينا. لاإراديا نخلق عشاق ولا شيء يمكن أن يقلل أو ينسى هذا الحب فينا. نعم ربنا سبحانه و تعالي بعدله وإنصافه لم يحرم أحداً من هذا الحب الكبير ولكل شخص مننا له فيه نصيب. أول حب لاإرادي الذي نختبره عندما نخطو على هذا الكوكب، حب ذاتنا. حب الذات قد یرفعنا و ربما یضللنا. حب الذات یجری في عروق کل البشر و لم یستثنی منه احد. ثانی حب يولد معنا حب أمنا ورائحتها الذكية. شيئا فشيئا، یصبح الأب بطل حياتنا ونقع في حبه ايضا. حب الوالدين أنقي و أقدس حب يجربه كل إنسان. حب الخالق، عشق نختبره منذ الطفولة، بمعرفتنا القليلة لذاته سبحانه و تعالي النقية نعشقه عشق لايوصف و لا يدرك. حب يحمينا و يواسينا طوال عمرنا و لو أردنا ننكر حبه سبحانه و تعالي، بطبيعتنا لم نقدر أبدا نسيانه أو إنكاره. كلما كبرنا، كلما أدركنا ننتمي إلى أرضٍ خاصة بنا. تشبهنا و نشبهها.تحبنا و نحبها. لعل أرض أبائنا و الأجدادنا هي الحب الرابع لكل مننا ولا أعتقد أن حب أرض أخرى غير أرضنا قادره أن تحل محلها. قد نجد الراحة والأمان على أرض أخرى، لكن مستحيل تجربة هذا الحب في أرض غير أرضنا. خامس حب، حب لغتنا التي هي هويتنا. نحبها، نعبر بها و نرتقي بها. قد يكون هناك أنواع اُخري للحب في حياة كل واحد مننا، لكن يمكنني القول و بجرأة أن لم يوجد حب يمكن أن يحل محل حب الذي يولد معنا.

الكاتبة الإيرانية غزالة نبهاني تكتب نصًا تحت عنوان "حب خالد"






Share To: