الكاتبة فاديه مبارك تكتب نصًا تحت عنوان "الثامنة مساءً" 




الثامنة مساءً و لكنها الثانيه عشر في بعثرت الشعور.
كان يشعُر بأنه طِفل صغير مبتور اليدين جاء مهرولاً لأبيه بعد سقوطه على وجهه،أراد فقط أن يزيل عنه والده تلك القطع الزجاجية التي إخترقت جلدة الصغير إثر سقوطه أرضاً.
و لكن لأول مرة يصفعه أباه بدلاً من إحتضانه، في تلك الليلة جروح الطفل تنزف و لكنه ليس كنزيف قلبه المكسور..
ما ذنبه أن يداه "مبتورتين"؟
المطر يهطل بغزارة في ذلك الوادي الجبلي،إنهدرت المياه سيولاً.
 نجت بضع أرانب صغيرة في كهف على رأس تلة، و لكن ماذا عن الطائرة الوحيد الذي مات غرقاً؟
لا بل مات عطشاً! 
غرقاً.. 
عطشاً.
غرقاً.
أراد ماء يروي عطشه فتفاجئ بسيول و أمطار أغرقته
 نعم إنها" الأماني القاتلة".

تخيل لو أن المجرة بين يديك،
البحور في حوزتك، و البر أنت فقط من يحكمه. 
نجمةً صغيرة ًتائهة، الذنب ذنبك إنشغلت عنها بما لديك! 
سمكه صغيرة على الشاطئ تختنق، الذنب ذنبك إنشغلت عنها بما لديك! 
مهرة ضائعة في غابة مليئة بالذئاب،، الذنب ذنبك إيضاً.

أتعلم في ماذا أخطأت؟
أنك تخيلت أن ما ليس لك سيكون في حوزتك..
أنت لست الخالق.. عُد لوعيك..

أشعر بعدم الراحه..
لا أحد يشبهني هنا..
الجميع مختلف تماماً...
توقف عن التذمر، لديك قدمان و عينان أنت تعرف الطريق، إذن تستطيع الهرب!
هيا إهرب. إلى تلك الأماكن التي تريح قلبك. 
 إهرب إلى من هو يشبهك، إهرب و أعبر الربع الخالي..
أقطع المسافات و لا تبالي..
إبدأ حياتك الجديدة.. لأنك لازلت فوق التراب تخلص من قيود مجتمع اللعين، فليذهب للجحيم. كن كما تريد أن تكون و عندها إياك ثم إياك ثم إياك و الندم إياك و العودة..






Share To: