كلما سمعت السيدة تغني من الحان بليغ حمدي أزداد شراهة لسماع المزيد، فأنا لا أشبع منها ولا أمل بل على العكس أجد شهيتي مفتوحة للآخر، ولأني لا أذهب إليها إلا عندما تكون نفسيتي مثقلة بالهموم والقلق
لا أقنع بأغنية أو أغنيتين ...بل أستمع لمعظمها إن لم يكن كلها لأنها الاقدر على ترميم مشاعري المهترئة واحتواء ذائقتي من التلاشي أوالنسيان، طبعا هذا لايعني أن أغاني السيدة التي لحنها آخرون مثل الموجي والقصبجي وعبدالوهاب أنها لاتعجبني أو أنها ليست رائعة كلهم كانوا رواد وعمالقة
لكن بليغ حمدي كان له لمسات وبصمات جديدة وشكلت ألحانه منعطف جديد أو ثورة ..بما في ذلك
الموروث الشعبي الذي أعطاه قالب جمالي رفعه إلى مصاف الاغاني المتقدمة عن وعي وتمكن.
إن ألحان بليغ وموسيقاه تغوص في أعماق الروح تغسل مراياه المعتمة وتعدل مزاجه المثقل
بالكآبة والضجر، ناهيك عن الاعجاز الموسيقي وذاك التعاطي الواعي والجميل مع الالآت الموسيقية وتوزيعها بشكل يجعلها تصنع حوارية عالية في الدهشة والامتاع
هذه الالات وظفها بليغ باحترافية عالية توظيفا فذا جعل البعض منها تقود الفرقة الموسيقية وتتصدر المشهد بدلا من العود
فبليغ حمدي كان هو المؤلف والموزع والملحن، أدخل آلات غربية طوعها وجعلها تؤدي دورها بتناغم ودون نشاز فكان له فضل الريادة والسبق في إكمال اليخت الشرقي.
من أغنية لاخرى ترى له جملا لحنية جديدة، ووصلات موسيقية
غاية في التأثير والامتاع وهكذا حين تجتمع الكلمة واللحن والاداء بذاك الاحساس العالي للسيدة، أووردة، أوميادة أو عبدالحليم
تصبح الاغنية ملحمة قوية تتألق دوما وتلقى إقبالا إلى مالانهاية.
Post A Comment: