الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت "كأس من شاي الحقيقة" 


 هنا في الجزائر الجميع يفقه والفقيه لا يفقه.  

  كلما ظهر مخلوق غريب يركب موجة الرأي العام بكل بساطة والمدهش في الأمر أنه ليس في حاجة لخطة محكمة على العكس تماما يستطيع فعل ذلك بألاف الطرق.

أولاً إن كان إبن البلد فإن أول ما سيفعله أن يبدأ العبث بالمسلمات المقدسة للشعب هكذا يرمي طعمه ويترك الأسماك تسارع لتعلق في خطاف الصنارة ما يميز هذا الطعم أنه يبعث ذبذبات خاصة للسمكة ما يجعلها تنادي جميع عائلتها وأبناء الحيز وكذلك تفعل كل سمكة تقع فالفخ ليجد الصياد أنه استطاع بخطاف واحد الإقاع بملايين الأسماك أمر خيالي و يستحيل أن يحدث في الواقع للأسف هذا تماماً ما نحن فيه.
لدينا إشكال عويص جداً يعمي وعينا كشعب لا يحب التفاهة لكنه يساهم بشكل فعال جدا جدا بنشرها على أوسع نطاق  كأننا لا نملك عقولاً تحدد بين الحقيقة و الكذب أو لا نملك حتى الشجاعة الكافية لنطرح سؤال على أنفسنا هل ما سمعناه حقيقي أم لا؟
إن ظهر خبر إعلامي يتم تصديقه مباشرة دون حتى التأكد من صحة الخبر والمعضلة الأكبر أنك تجد الجميع يصف هذا الإعلام بالعار.
لا يستطيع عقلي استيعاب ما يحدث حقا كيف يصف الإنسان شيء بالعار؟ لكنه يتابعه بشدة تناقض غريب.

الجميع ضد التفاهة ونحن كشعب واعي نعلم جيدا أن قتل التفاهة لا يتم إلا بالتجاهل التام لها على جميع النواحي 
ولكن هنا حيث أعيش لمحاربة فيديو تيك توك نقوم بنشره وسب عائلة الشخص والتلفظ بكامل الكلام السيء عليه وإن صادفناه فالطريق نلتقط الصور معه ونضعها على حساباتنا بالسوشل ميديا رغبة في جذب الناس لمتابعتنا وضغط زر الإعجاب ولو لم نكن من أصحاب المحتوى تافهاً كان أو هادفاً.
وهذا ما يسمى حب الظهور على حساب الكرامة الشرف وحتى النخوة والمبادئ إضافة للأخلاق.

أتذكر حادثة الغلاف للمرأة العارية و ديوان النهديات كان الجميع ينشر الغلافين ويتحدث بكل ما يستطيع ليظهر على أنه مثقف واعي وذو أخلاق سألت نفسي حقاً لماذا يقوم بنشر نفس الغلاف؟ الذي يحمل أفكارا هو ضدها و صورة مخلة بالحياء أين ذهب حياءك إذا يا محب الفضيلة؟

نذهب لصنف آخر من الأمراض النفسية وحب الظهور الذي يدفع صاحبه للتشدق عن أي شيء قد يسيء لدولة الجزائر ليلفت لنفسه الأنظار .
 
وهذا يعد بالنسبة لنا كجزائريين من المحرمات تتحدث عنا إذا ستعاني بشتى الطرق .
جميل أن ندافع عن وطننا ولكن الأجمل أن ندافع عن الوطن من  خطر حقيقي يهدده وليس تافه يتشدق بأي كلام من أجل الظهور وسبه بأقذر الكلمات ليس طريقة يجب أن يعمل بها شعب عظيم مثلنا حقا هل يحق لنا أن نفخر بدفاعنا عن بلدنا ضد شخص حتى بلده لا يحسب له حساباً؟

الإمعة : شخص لا مثقف ولا ذكي ليس حتى واعي يميل حيث الكلام فقط إن قال هذا كذا تبعه ولو قال فلان عكسه تبعه لا رأي ولا شخصية تبع فقط هذا ما هو عليه.

هذه الجمرة التي تحرق قلبي وتعذبه حقاً هل نحن شعب إمعة؟ 

تظهر كارولينا يصبح الأمر موضوع، يخدع فلان فلان يصنع لنفسه مكانة، يأتي رجل و يضع فيديو يشتم ثم يتشدق بأقذر كلام نجعله قدوة و ننشر فيديوهاته ونتحدث بكلامه 
يظهر شخص مثلي يحب الرجال نجعل منه أيقونة  ويتكرر كلامه على مسامعنا ليلا نهاراً والجميع يضحك.

كلما أكثرت النظر بعمق رأيت الهوة التي نحن هائمون بها بعيدا عن الحقيقة لأننا لن ندفع لا بعجلة التنمية ولا التعليم ولا أي عجلة أخرى غير عجلة الجهل والتفاهة والتقصير و حب الظهور وكوننا إمعة.

لا أحب أن أصف  أبناء بلدي بهذا الوصف لكنه الحقيقة فمثلاً
في قصة الأستاذ لو أنه لم يظهر إعلامياً ولو ظهرت فالتاتين اللاتي حدثت معهن القصة لكان اللوم يقع على الأستاذ لم؟ 
لأننا نشتم الإعلام ولكننا نتبعه بعقول مغلقة ولأننا نتبع الضجيج أينما كان دون حتى محاولة البحث عن الحقيقة.

الحلول بسيطة و واضحة جدا وغير معقدة، حين تصف شخص بالسوء إما تبتعد عنه أو تتباعه في صمت حتى تظهر لك الحقيقة أو إجتهد وأبحث عن الحقيقة بنفسك.
لا تصدق أي ما يرد أذنك دون أن تتأكد من صحته ولا تسألني كيف لأنك حين تنوي ذلك ستجد الحلول والطرق بمفردك.
عندما نقول عن الشيء تافه لا نساهم في نشره أو الحديث عنه
نعامله كأنه نسمة عكرة مرت على أنوفنا لا نذكره ولا نعظم من شأنه.
حين يشتم أحد بلادنا نترك الرد للمختصين أي لا نساهم نحن في رفع قيمة أحمق بالحديث عنه وجعله على كل لسان 
فجواب السفيه السكوت عنه.
وهذا والله أعلم فإن أصبت فمن فضل الله وإن أخطأت فمني وأرجو أن تصوبوني.

#رغوة_الكأس

  يقول مارتن لوثر كينغ : 
حلمت دائماً بعالم يستطيع فيه الدجاج عبور الطريق دون حاجة لتبرير هذا الفعل.






Share To: