جرح يفور لدى الأعماق ملتهبا
لم ببق دمعا فسال النزف وانسكبا
كيف الأمور تسير اليوم في وطني
حيث التفت بأرض تكتوي عجبا
ما عاد للفجر معنى فالظلام هنا
مخيم في نهار في الدجى رسبا
أليست الشمس قد كانت تزاحمنا
إلى الكهوف وكنا نستوي شهبا
كنا كؤوسا بعذب صح شاربه
وقد ظمئنا ولا كأس لمن شربا
هذا الجحيم الذي عفنا مرارته
كيف استمر ولم ندرك له سببا
إذا بكينا فما جدوى البكاء لنا
لا يرحم الذئب مفترسا ومغتصبا
هذا الطريح بأرض العز من وهن
متى يقوم لدى الأحداث منتصبا
في الأرض يولد منسوبا إلى وطن
به يظل مدى الأيام مغتربا
والحكم في الناس لم يبن على صلف
إلا وأنجب موكوسا ومضطربا
لا صحوة ستعيد الأمس مؤتلقا
بغير عزم لعرش الشمس قد طلبا
إن العروس بمهر ليس يدركه
إلا السخي فمن بالروح قد خطبا
يا ظلمة اليوم إن الفجر منبلج
ليبلع الغر في التاريخ ما كتبا
لا لن تدوم وإن طالت مكائدهم
هذي السخافات ما دام الفتى وثبا
سيرجع النور ينهي كل معتمة
بعودة الحق من أيدي الذي سلبا
Post A Comment: