الكاتبة السودانية شهد سليمان تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الواحدة بتوقيت كل شيء" 


طُرق الباب، من يأتي في مثل هذا الوقت؟
أأفتح أم أستغفل الصوت لأني أهاب الخروج وحدي وهذا لا يعني أنني جبانة حذاري أيها القارئ، تجمعت بصيلات قوة في قبضة يدي لأقف و أخطو بخطوات ثقيلة ثابتة، مهتزة بعض الشئ،أفتح لأجد من!

_أنتِ؟! 
=أليس بمرحب بي؟ 
_لماذا جئتِ؟ 
=لنتحدث عنك قليلاً
_لا أريد، رجاءً عودي
=إلى متى ستظلين هكذا؟ انكِ جبانة خائفة من ماذا؟ مني؟
_"تُمْسك رأسها بكلتا يديها وتصرخ" قلت :كفى، كفى.
أخرجي من هنا دعيني وشأني، وتظل تردد تلك الجمل..
=لا، ليس اليوم عزيزتي، اليوم يومي سأقول لك بعض التراهات وأرحل؛ علّها تساعدك.
أنتِ لستِ سوى جُرم ضئيل يخاف النهوض، تقبعين في اللاشي،تهابين المواجهة،سجينتي وسجينةُ الذكريات،انتِ من تتساقطين كتساقط المطر، قفي الآن وأخبريني عنك فمن الشجاعة أن تتحدثين عني.

أنا أنتِ، أنا من وجدتك في نهاية طريقٍ مهجور، أنا الخوفُ والإطمئنان، الشجاعةُ والجُبن، صديقةُ الكل، مُحِبةُ الأطفال، ضُوءٌ خافت يُنيرُ للجميع عدا نفسي،حُلمٌ يتهاوى، قصةٍ تُحكى ليلاً، أنا من تكونت من التراكمات، حبيبة نفسي وعزيزتها، أنا منبعُ التناقض وموطنُ الرثاء، أنا..أنا التفاصيل، وكل تلك ال "أنا" صَنَعتني.
أنا ما أنا عليه اليوم أفخر به، أتَكَونُ من العَدَم.

"ليل الظلم لو طال.. ثورة
لابد فجرو يبان..     ثورة
ولابد شموس العز.. ثورة
تشرق على السودان ثورة
ويعود وطنا الكان.. ثورة
عزة وشموخ وأمان.. ثورة 

قطع حديثي مع ذاتي صوتٌ يصدر من التلفاز بهتاف الشعب، إنها بدايةُ المليونية، ما يعني أنها الساعة الواحدة، أنا هنا وقلبي هناك
 قد قَرُبَ يومُكِ يا عزة، يا عزة لا تخافين؛ فهنالك جيش من شعبك يحميكِ بدمه..
يتساقط أبنائك واحداً تلو الأخر كما يتساقط أوراق الشجر، أبنائُكِ يا عزة لا يهابون الموت، فهذا شهيدٌ ينعي شهيد، و ذاك شهيدٌ يحمل أخاه الشهيد، فبالأمس حَمَلَ صديقه واليوم هو يحمل.
أبنائكِ يا عزة يتضرعون قوةً كل يوم، أبنائكِ أبسط متطلباتهم حياةٌ بسيطة، 
ستنالين وعزتك ستنالين حريتك.

#على_الهامش
 يا سيدي إصنع ذاتك..اخرج صوتك، إرتدي ثوبك الحقيقي..اذهب حيثُ تريد، حِيكَ خَارِطةَ أحلامك وأرسم بِحُبٍ رموزك الخاصة.






Share To: