الكاتب المصري إبراهيم الديب يكتب قصة قصيرة تحت عنوان " لعله خير"


صاحب محل فراشة يتسم بالحكمة ورجاحة العقل وحسن الخلق، و تقديره الصائب للأمور والحكم عليها، وعمق النظرة في الرجال ووزنهم بصورة صحيحة أهله لكل ذلك تجربة عريضة عميقة التفاصيل.
أثناء تعليق الزينات وأحبال النور التي اسدلت على البيت من أعلى لأسفل فبدا وكأنه ارتدى ثوبا يعبر عن سيمفونية من الألوان المبهجة المبهرة  في آخر مناسبة عرس فرح أتفق عليه حتى بدا كل شئء على ما يرام.
بعد أن أنتهي العمال من كل  ذلك وألقى المعلم نظرة رضا عن إتمام العمل الذي تم تحت إشرافه مباشرةً وقليل ما يحضر معهم ولكن هناك باعث خفي أمره بالذهاب معهم هذه المرة وقبل أن يغادر الجميع سمع صوت ضوضاء وجلبة سرعان ما تحول لصراخ والتحام بالأيدي بين العريس وأقاربه من ناحية وبين  أصهاره من ناحية أخرى ثم تحولت لمشاجرة تستدعي مأمور قسم بقواته ،ثم طلب أهل العروسة بعد أن هدأت الأمور قليلا من صاحب الفراشة والعمال :القيام بفك الزينات والحلة التي تزيا بها البيت قبل قليل لأن كل شئء قسمة  لأنه من المستحيل أن يتم هذا الزواج لأن هناك أمور ومشاكل ومطالب لخطيبته هي وأهلها لم يوافق عليها العريس وأصبح أكثر تعنتا من ذي في الموافقة الشبه مستحيلة فهذه المطالب تفرق بينهما أكثر ما تقرب ... تردد صاحب المحل واعطي فرصة من الوقت لعل أن تحل المشاكل فيما بينهما ويعود النصيب  مرة أخرى لم يقم العمال بخلع الزينة إلا بعد أن طلب العريس وأهله أهل ذلك .
دارت مناقشة أثناء العودة في السيارة التي تحمل أدوات الزينة مبعثها التخفيف عن العريس بينه وبين صاحب المحل الذي كرر له أن  كل شيء قسمة ونصيب وأنه لن تتقدم قدم عن أخرى إلا بقدر معلوم من رب العباد ثم فترة صمت تنهد بعدها الرجل زفرة من أعماق نفسه و قال للعريس: لا تغضب هون عليك أنت ما زلت ما حدث معك حدث مع ابنتي التي لم يكن متبقي إلا أن ننقل العفش لبيت الزوجية ولكن حدثت خلافات بسيطة فيما بيننا ولكنها تطورت وتحولت لشبه معركة وذهب كل منا لحال سبيله لعله خير فقد قال رب العزة "وعسى أن تكرهوا شيئاً وخير لكم"
كان العريس ينصت للرجل جيداً و بشغف شديد، فقد وقع حديثه بردا وسلاما على قلبه ، ولاقى من نفسه  قبول حسنا ولكن الفتى سأل الرجل سؤال محدد وهل ابتنك التي تتحدث عنها الآن هي التي كانت تقف معك وتحدثك أمام باب البيت  ؟فقال الرجل: نعم كانت الفتاة جميلة ممشوقة القوام بعلو محياها ثقة وشموخ دون كبرياء ثم فترة بينهما... فقال الفتى للرجل: هل تقبل بي خطيب لها  فصمت الرجل وارتبك ولكن ملامح ووجهه أبدت موافقة فانطلقا بأدوات الزينة لتعلق على بيت صاحب الفراشة ..
بقلم/ إبراهيم الديب






Share To: