معـذرة..
يادهرُ رفقا فقد أضنانيَ القلقُ
والحبرُ من وجعي قد عافهُ الورقُ
والشّعرُ مملكةٌ ضلّت منازلَها
والحرفُ أعوزَهُ سحرٌ فلا عبقُ
همٌّ على مضضٍ والسّخط مندفعٌ
والّليلُ وطأتُه يَعنـو لــها الأرقُ
والنّاسُ يفتِنُهم سعيٌ بلا هدفٍ
والخَطوُ في وَحَلٍ يَنأى به الغرقُ
يا أمّتي إن بكينا اليوم معذرةً
فالنفس معلولة والرّوح تَختنِقُ
والأرضُ مقهورةٌ والقلبُ منفطرٌ
والأفقُ أغبرُ ها قد لفّه الغَسقُ
والعمرُ ضاع بدرب الحُلمِ مزّقَـهُ
للحلمِ شرخٌ به الأحـزانُ تَدّفِقُ
والحبُ في وطني قد بات مرثيةً
تُبكي العيونَ وعُمقُ القلبِ يحترقُ
تلهو الكراسي بأجسادٍ تنوءُ بها
ميّالةٍ بطــرا عُنوانُها المَـلقُ
عَشواءُ يدفعها جهلٌ تلوذُ بهِ
والأمّة الثّكلى يَأسَـى لها الشّـفقُ
- يا ويح أمتنا ما بالها انكفأت
عن مكرُماتٍ، أحِلمٌ ذاك أم نَزقُ
أين التعاون في بِرٍّ بَنِي وَطَني
أين التكافُل أم سُدّتْ له الطّرُقُ
أين المُجيرُ إذا قُطرٌ رماهُ أذى
واشتدّ بأس لسيف الشّرّ مُمتَشِقُ
أين الذينَ يَهابُ الغيرُ صَولتَهم
والكلّ يرهبُهم فَالـوُدَّ يَستبقُ
تفرّق الشّملُ يا ويحي وبات لنا
أوطانُ وهمٍ وأشياعٌ بها فِرقُ
واشتدّ بينهُمُ خُلفٌ مَضى بهِمُ
يذرو الشتاتَ فذاك الجمع مُفتَرِقُ
والكلّ يردعُه عن واجبٍ حُجَجٌ
والكلّ مستلَبٌ لا رأيٌ ولا خلُقُ
والكل منفردٌ بالرأي مُحتكِمٌ
للسّيفِ والعُنفِ والأهوالُ تصطفِقُ
والكلّ مبتهجٌ لا يلوي على حرجٍ
والسُّقمُ منتشرٌ والجوعُ منعتقُ
تاهت مراكبنا في ليلة عصفت
يا بُعدَ موعدِنا هل صبحُنا ألقُ
Post A Comment: