الكاتب سمير لوبه يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الميدان"


 عَلَى الأمَلِ يَعيشُ ، لَا يَجِدُ مَوضِعَ قَدَمٍ لَه مُنذُ تَخرَج فِي الجَامِعةِ ، يُلَاحِقُ الأيَامَ المُسرِعَةَ ، يَطرُقُ أبوَابَ الثلَاثِين عَاطِلاً مُضطَرًا للقَبُولِ بِأي عَملٍ مُؤقَتٍ ، يَقتَاتُ مِنه ؛ حَتَى تَأتِيه الأيَامُ بِمَا اجتَهد وصَبر مِنْ أجلِه ، ويُنَاسِبُ مُؤهِلَاتِه ، وكُلَّمَا قَسَت عَلَيه الأيَامُ تَذَكَّر مَا تَعلَّمَه
- حِبْ مَا تَعمَل حَتَى تَعمَلُ مَا تُحِبُ 
ورُغم ذلك لمْ يَجدْ سِوَى العَمَلِ المُؤقَتِ يَستَنزِفُ قِوَاه الجَسدِيةَ والعَقلِيةَ ، بَدَأ الشَّيبُ مُبَكِرًا يَعبَثُ لَاهيًا فِي رَأسِه ، وشُعلَةُ الأمَلِ يَخفُتُ ضَوؤهَا ، يَمضِي بَاحِثًا عَنْ مَوضِعِ قَدَمٍ بِلا جَدوى 
ذَات صَباحٍ تَعَالت الأموَاجُ الهَادِرَةُ ؛ تَبحَثُ عَنْ بَرِ الأمَانِ ، فصَار قَطرَةً بَينَ الأموَاجِ تَصرُخُ ؛ رُبَّمَا وَجدَت مَا تُحبُ ، تَتَقِدُ جُذوَةُ الأمَلِ تَتَوَهجُ ، يَهتَزُ المَيدَانُ لهَديرِ الأموَاجِ ، تَتَزَلزَلُ عرُوشُ الأرضِ ، تَنقَلِبُ المَوَازِينُ ، تَتَصَاعدُ الأدخِنَةُ سُحبًا تَحجِبُ الرُّؤيَةَ ، تَلتَفُ السَّاقُ بِالسَّاقِ ؛ يَسقُطُ تَدهَسُه السَّيَارَةُ الكَبيرَةُ ؛ تُفتِتُ عِظَامَ سَاقيه 
 أبَوابُ الأربَعينِ تُفتحُ ، يَفتَرِشُ الرَّصِيفَ مَبتُورَ السَّاقين 






Share To: