الكاتبة السودانية فدوى مصطفى تكتب نصًا تحت عنوان "أيموت المرء مرتين؟" 


كيف للرمادِ أن يحترق؟ ليس من المنطق أن احترق أنا أيضا مرة أخرى ولكنّي احترقت.
خُيلَ لي في بادئ الأمر أن الأمر إنتهى وأنني في الحضيض ولا شيء بعده، ولكن حتى ذاك الحضيض لفظني إلى الأسفل، رُميتُ في مكان أكثر خوفا من ذي قبل، أنا في أرضِِ وردية؟!
لما اختارت نفسي لنفسي أقسى عقاب_أن تكون بين الألوان وأنت منطفئ تخاف من الإقتراب من كل شيء حتى لا تسقيه من سوادك ،أجل تحارب من جديد ولكن ليس لشخصك_ ذات العالم الذي صنعته يداى أصبح مصدر خوفي، قوم كانوا يرونني النور وأعطيهم السعادة، ذات القوم أسلبهم ما أعطيت؟ 
كلما انتشر البؤس مني إلى من حولي احترقُ مرة ثانية، وثالثة، ورابعة، وأمضى من إحتراقِِ لآخر. 
ليتني كُنت وحدي في بئر الحضيض ولم أرجع.. ليت البئر لم تكن أنانية احترق كُل شيء حتى ذكرياتي لدى الناس.
هل خافت الحضيض من أن أطمر شخصها ببؤسي، أم استعملتني لتنتقم من الحياة؟






Share To: