الكاتب المصري إبراهيم الديب يكتب مقالًا تحت عنوان "قصةالحضارة"


 كتاب قصة الحضارة؛ للكاتب الأمريكي :وول ديورانت قرأت عنه كثيرا؛ لكبار الكتاب؛ الجميع يثني على الكتاب بلا إستثناء تمنيت قراءته حتى باتت رغبة ملحة... حتى صدر في مكتبة الأسرة وبأسعار زهيدة ،وقمت بشراء ما عثرت عليه من أجزائه والتي تبلغ إثنين وأربعين جزءا. كانت فرحتي بالكتاب لا توصف ...الكتاب مخصص لتاريخ الحضارة ،وتطور الفكر والثقافة والفنون وتقدم المجتمعات البشريه، لقد غطي الكتاب؛ وناقش كل الحضارات البشرية وتجول في حقول المعرفة والفكر ،هو ليس: كتاب تاريخ للسياسة بل مسها فقط ذلك مسا رقيقيا ، أما تركيزه في الأساس فكان على : تطورالفكر ،والعلم ،والفلسفة  والفن  يرصد تحول المجتمعات البشرية بكل أنساق معرفتها الشاملة كيف: تقدمت وانتقلت بخطا حثيثة مرحلة بعد أخرى وما زال هذا الفكر و التطور يدور في ذهن و أدمغة الناس في الماضي حتي:بعد ذلك ذ لحضارة إنسانية ملك للجميع  ،وكأنك تشاهد  المؤلف يعزف سيمفونية من الحروف والكلمات على الورق أنت شريكه وهو ينسج ضفيرة من أمشاج في جديلة واحدة تحتوي على بكل ما يمت للفكر والفن الإنساني بصلة ،بعد أن صور الكاتب كل ذلك بالكلمات ،حتي نصل العصر الحديث.

وقعت في غرام الكتاب كما ذكرت و أصبحت تحت سيطرت مؤلفه ،الذي يتحدث ويناقش أعقد النظريات العلمية والفلسفية ببساطة وجمال ويسر .. المؤلف يتمتع  بأسلوب  سردى ساحر رشيق  سلس سهل متدفق، يتجول بك وينتقل بك من موضوع  لآخر ومن الماضي للحاضر والعكس صحيح  بسهولة ودون شعور من القارئ بعد أن سيطر عليه تماما أن سلم له عقله ونفسه راضيا،بعد أن أصبح يسير خلفه ومعه في لهاث شديد ينظر بعينيه ويستمتع بوجدانه يناقش بعقله  فى رحلة من أجمل رحلات المعرفة والثقافة الرفيعة والأدب والفكر الراقي الذي يكون عقل ويهذب  نفس ويشحذ الذهن  ،  إنه كتاب من العيار الثقيل فلن يصبح من قرأه كمن كان قبل القراءة لأنه يعمق رؤية من تمثله ذهنيا وتعايشه أثناء القراءة حتي يشعر أنه أصبح أكثر ثراء بفكر البشرية ومن تاريخها الذي استدعاه المؤلف من الماضي السحيق وخاصة الفترات الرخوة والمنسية  منه ولم تكن لها مكان في عقل وذاكرة البشرية و التي همشها عمدا أو دون قصد منه التاريخ الرسمي  فقام الكتاب بشرح وافي كافي لهذه الحقب الضاربة في القدم التي يغلفها ضباب معرفي فإذا  هي بداخل الكتاب واضحة المعالم جلية تماماً ، حتى تظن أن الكتاب لا يكتب أفضل من ذلك ، أعتقد أن المؤلف تمثل ما كتب عن الحضارة فى الماضى ، وتعايشه في نفسه ، وعقله داخليا ثم عمقه بتجربته الحياتيه وإحساسه الفكري والفني المرهف العميق ، وأخرجه بروح الأديب وعقل المفكر وعمق الفيلسوف إنه كتاب فريد في بابه فريد في أسلوبه، إنه رحلة بدأت من بداية الحضارة حتي نهايتها وأنت لاتستيطيع الخروج أو تتمني الخروج إنه الفكر والثقافة والفن الراقي. كتبه ديورانت بعد أن تسلح: بقراءة  ،هضم وتمثل كل ما مضى أو ويمت للحضارة والفكر والفلسفة بصلة  ...
كان وول ديورانت: في ذلك الكتاب؛ لا يقل إبداعا وفكر ،وفلسفة عن اللذين كتب عنهم ،وأثروا البشرية  في قصة الحضارة  ...






Share To: