الكاتبة المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "نظرة المجتمع المُتحيِّزة" 




رغم أن التمييز العنصري قد يبدو من الوهلة الأولي أنه زال أثره منذ قديم الأزل إلا أنه ما زال ممتداً إلي عصرنا الراهن ، فالتفرقة العنصرية غير مقتصرة علي الجنس أو العرق أو اللون أو الدين ولكنها قد تُمارَس بشكل أكثر بشاعةً حينما تُمْنَح بعض الميزات و الأولويات للبعض دون الآخر لكونه ذكراً أم أنثى رغم علمنا أن لكل منهما مميزات قد حباهم الله بها ، فالمرأة تتمكن من أداء أكثر من مهمة في آن واحد وبنفس الدقة و التركيز أما الرجل فلا يتمكن من إتمام سوي مهمة واحدة في وقت محدد حتي تخرج بالصورة المُشرِّفة التي يبغاها ويرجوها منه الجميع ، لذا فعلينا أنْ نُنوِّه أن تلك المميزات والقدرات المختلفة التي وهبهم الله إياها لم تأت من فراغ ولكن لها دوراً هاماً في كافة الأمور الحياتية ، فلا يجب التفرقة بين الجنسين في توزيع المهام لأن لكل منهما القدرة الذهنية و البدنية التي تُمكِّنه من أداء تلك الوظائف بشكل أو بآخر دون الشعور بأي إجهاد أو تعب مضنٍ ، فهما يكملان بعضهما البعض ليسوا في صراع دائم ينتظرون فيه مَنْ سيفوز في النهاية ، فإنْ وضع المجتمع تلك النقطة في الاعتبار لن تُخْلَق تلك النزاعات الفارغة من لا شئ ولن تحدث الفجوات والثغرات و المشكلات التافهة التي يُولِّدها بينهما بتلك الميزات التي يمنحها للرجل ويحجبها عن الأنثي لكونها ضعيفة أو محدودة الإمكانيات من وجهة نظر المجتمع المُتحيِّزة رغم قدرتها علي القيام بها علي أكمل وجه ممكن بل وأفضل من جنس آدم ، فليلزم المجتمع ويراعي الحاجة الدائمة لكل منهما للآخر غير جالب لهم النزاعات من تلك الأمور البسيطة التي تخلق الكره و الضغينة و الرغبة في إثبات الذات و التحدي الدائم بينهما الذي لا داعي له علي الإطلاق فقد يصل للرغبة في الإطاحة بالطرف الآخر بل والتخلي عن فكرة وجوده من الأساس مخالفين بذلك الطبيعة التي فطرهم الله عليها والتي تساهم في استمرار النسل ، فنحن من المفترض أن نعيش في مجتمع متحضر يعرف كيف يُنْشِئ الألفة و المودة بين جنس آدم و حواء ولا يُولِّد التنافر و الكراهية التي تظل بينهما أبد الدهر بفعل أمور واهية غير هامة مطلقاً ولكنها تحتاج لبعض المرونة والتفاهم و حُسن التوزيع ليس أكثر من ذلك ، فَلْنُحسن التصرف حتي تتحسن حياتنا وتتطور للأفضل و نصبح من أعظم المجتمعات في شتي المجالات دون أي خلافات ليس لها داعٍ سوي تشتيت العلاقة السوية الطيبة بين الرجل والمرأة ، فدورهما يساهم في تسيير منظومة الحياة بشكل مستقر دون أي خلل أو اعوجاج ، فلابد من زرع تلك الفكرة في أذهان كل الأزواج حتي نُرغِّبهم في تقديم المساعدات لبعضهم البعض غير منفرين إياهم من تكوين تلك المنظومة الأسرية من الأساس بفعل تلك المفاهيم المغلوطة التي أوهمناهم بها و المتمثلة في قدرة أحدهم علي ممارسة بعض الأمور دون الآخر ، فما المانع من مشاطرة كل الأمور سوياً ؟ فسنجد أن المهام تُنْجَز في وقت أسرع وبمجهود أقل دون افتعال للمشكلات أو الأزمات الفارغة من العدم ، وكذلك لابد من وجود فكرة التجاوز عن التقصير من أحد الطرفين إنْ كان منهكاً أو مستنفد الطاقة ومحاولة القيام بها بدلاً عنه إلي أنْ يستعيد نشاطه وحيويته ، فبذلك ستستمر الحياة بمزيد من المرونة والسلاسة دون الشعور بأي تقصير أو رتابة أو جزع ودون تسرب لأي منغصات خلالها فتعكر صفوها بلا داعٍ ، فالحياة الزوجية إنما تُبْنَي علي المودة والرحمة ليس النزاع علي تقسيم المهام الفرعية التي تُلْزِمنا بها ظروف الحياة وكأننا نتصارع علي السُلطَة أو امتلاك النفوذ فتكفي المهام الأساسية الشاقة التي فُرِضَت علي كل منا ...



الكاتبة المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "نظرة المجتمع المُتحيِّزة"


Share To: