الكاتبة المصرية / رانية لبيب تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "متفردة في العقد السادس"
جميل أنكِ لبقة الحديث لماحة وحضورك فعال بل وأظن أنكِ تحملين من الدقة أطنان واسترسلت...
هكذا قالت سيدة في العقد السادس من عمرها عندما تلاقينا صدفة فتناقشنا في بعض الأمور إلى أنها بقدر مالمحت بي من ميزات إلا أنها صارحتني ببعض العيوب.
برحابة وسعة صدر فرَّغت ذهني لإستقبال ماستقوله لي، استشفافي لها في محله، فكانت سيدة بلغت من النضج عتيًا، لذلك همست لنفسي لن ادعها ترحل إلا أن أأخذ ثلاثون عامًا من ذلك النضج، فما أقلّه الأن في مجتمع شوائبه على السطح وايضًا في القاع متوغلة.
قالت : يُعجبني وضوحك وصبرك وتفاؤلك، دقيقة بدرجة عجيبة، ترتيبك بليغ وقولك فصيح، سعدت بجودك ووجودك واسترسلت...
تنهيدة وتحديق فيما يقال، وكأنها عرافة تقرأ الكف وتقلب الفنجان لكنها مُعلمة بالقلم والكتاب.
يارانية! حتى إسمي! نطقه منكِ ماأجمله..
فياربي كيف اتحمل تكملة الحديث وقد تحولتُ لطفلة لم تعرف عن الحياة شئ وتسمع بهدوء الأطفال وكأنها حكايات زمان.
تمنيتُ أللا ينتهي الحديث فلم احصل منها على مايكفيني من النضج لأستمر، ففي الصغر حكم حفظناها وأقوال رددناها وما كنا نعرف لها مدى أكثر من ألقائها او كتابتها في قوالب جاهزة.
أطلقت أمالها لتجوب في سمائي وأرسلتْ ترقبها لتأثري من حديثها، فما كان منها انتظار لمعلوم، ولا تشوق لعبور، وإنما لِتُثبت بيقين.
حدثتني كثيرًا حتى انعكس عليَّ إسلوب كلامها، فباتت تبعث إليها بما تظن بأنها هي من قالته، حتى طلع على سطحها وجهي يحمل ملامحها .
حدقت بي، استشعرت حينها أن الحديث كاد أن ينتهي، فمازالت تحدق بي واذا بها تقول بعد أن رتبت على يدي! يارانية" استهلكي الشئ لا يستهلك "!
ومضت باعتبار وخلصت بتسليم...
الكاتبة المصرية / رانية لبيب تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "متفردة في العقد السادس"
Post A Comment: