قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ :
إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ؛ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ؛ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ : ذُو الْقَعْدَةِ ، وَذُو الْحِجَّةِ ، وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ .
متفق عليه
إنَّنا في استقبال شهر مُحَرّم ؛ أحد الأشهر الحُرُم التي نصَّ الله عليها في كتابه العزيز فقال تعالى :
﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾.
[التوبة: 36].
🌴هٰذه الأربعة الحُرُم بيَّنها النبي ﷺ بأنها ثلاثة متوالية ، وواحد منفرد .
أمَّا الثلاثة المتوالية :
فإنها ذو القعدة وذو الحجة والمحرم .
وأما المنفرد :
فهو رجب .
ولهٰذا يلقِّبُه بعض الناس بـ "رجب الفرد" :
لأنه انفرد عن الأشهر الثلاثة .
وإنما كانت هٰذه الأشهر الثلاثة حُرُمًا ؛ لأن الناس يقصدون فيها بيت الله عزَّ وجلَّ فذو القعدة والمحرم للسفر إلي البيت ، وذو الحجة لأداء مشاعر الحج ، ولهٰذا كانت حُرُمًا يحرُمُ القتال فيها ، وتخص بعناية في تجنب ظلم النفس .
ولهٰذا قال :
﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾
[التوبة: 36].
🌴أتدرون لماذا حُرِمَتْ ؟
حُرِمَت ؛ لأن الناس يحجون ويعتمرون ؛ الحج يحتاج لذهاب وإياب وبقاء في مكة.
قالوا : الشهر الذي قبل ذي الحجة للذهاب والشهر ذو الحجة لأداء النسك وشهر محرم للإياب .
هٰذه ثلاث أشهر يحرم فيها القتال ، ويأمن فيها الناس ؛ حتى أن الواحد من الناس يشاهد قاتل أبيه في هذه الأشهر ولا يقتله!
🌲هل العبادة في الأشهر الحرم الأجر فيها مضاعف عن بقية الشهور الأخرى ؟
يقول الله تبارك وتعالىٰ:
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾
[التوبة: 36].
قال أهل العلم :
الضمير في قوله :
﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾
يعود على الأشهر الحرم .
فإذا كان قد نُهي عن ظلم النفس بخصوص هٰذه الأشهر ؛ دلَّ ذٰلك على أن العمل الصالح فيهنَّ أفضل .
🌴ومن العبارات المشهورة عند العلماء ؛
قولها :
" تضاعف الحسنة في كل زمان ومكان فاضل ".
فأرجو أن تكون الطاعة في الأشهر الحرم مضاعفة ؛ كما أن المعصية في الأشهر الحرم أشد وأعظم .
وللعلماء قاعدة في هٰذه المسألة يقولون :
"تضاعف الحسنات والسيئات في كلِّ زمان ومكان فاضل".
والمضاعفة للسيئات ليست من ناحية الكمية ، ولكنها تتضاعف من ناحية الكيفية بمعنى :
أن العقوبة تكون أشد وأوجع .
والدليل على أنها لا تضاعف الكمية قوله تعالى:
﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾
[الأنعام:160] .
Post A Comment: