فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "مسائل في الأشهر الحُرُم" 


قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ : 

إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ؛ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ؛ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ : ذُو الْقَعْدَةِ ، وَذُو الْحِجَّةِ ، وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ .

 متفق عليه 

إنَّنا في استقبال شهر مُحَرّم ؛ أحد الأشهر الحُرُم التي نصَّ الله عليها في كتابه العزيز فقال تعالى : 

﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾.

[التوبة: 36].

🌴هٰذه الأربعة الحُرُم بيَّنها النبي ﷺ بأنها ثلاثة متوالية ، وواحد منفرد .

أمَّا الثلاثة المتوالية :

 فإنها ذو القعدة وذو الحجة والمحرم .

وأما المنفرد :

فهو رجب .

ولهٰذا يلقِّبُه بعض الناس بـ "رجب الفرد" :

 لأنه انفرد عن الأشهر الثلاثة .

وإنما كانت هٰذه الأشهر الثلاثة حُرُمًا ؛ لأن الناس يقصدون فيها بيت الله عزَّ وجلَّ فذو القعدة والمحرم للسفر إلي البيت ، وذو الحجة لأداء مشاعر الحج ، ولهٰذا كانت حُرُمًا يحرُمُ القتال فيها ، وتخص بعناية في تجنب ظلم النفس .

 ولهٰذا قال :

 ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾

 [التوبة: 36].

🌴أتدرون لماذا حُرِمَتْ ؟

حُرِمَت ؛ لأن الناس يحجون ويعتمرون ؛ الحج يحتاج لذهاب وإياب وبقاء في مكة.

 قالوا : الشهر الذي قبل ذي الحجة للذهاب والشهر ذو الحجة لأداء النسك وشهر محرم للإياب .

هٰذه ثلاث أشهر يحرم فيها القتال ، ويأمن فيها الناس ؛ حتى أن الواحد من الناس يشاهد قاتل أبيه في هذه الأشهر ولا يقتله!

🌲هل العبادة في الأشهر الحرم الأجر فيها مضاعف عن بقية الشهور الأخرى ؟

يقول الله تبارك وتعالىٰ:

 ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾

 [التوبة: 36].

قال أهل العلم : 

الضمير في قوله :

 ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ 

يعود على الأشهر الحرم .

فإذا كان قد نُهي عن ظلم النفس بخصوص هٰذه الأشهر ؛ دلَّ ذٰلك على أن العمل الصالح فيهنَّ أفضل .

🌴ومن العبارات المشهورة عند العلماء ؛ 
قولها : 

" تضاعف الحسنة في كل زمان ومكان فاضل ".

فأرجو أن تكون الطاعة في الأشهر الحرم مضاعفة ؛ كما أن المعصية في الأشهر الحرم أشد وأعظم .
 
وللعلماء قاعدة في هٰذه المسألة يقولون : 

"تضاعف الحسنات والسيئات في كلِّ زمان ومكان فاضل".

والمضاعفة  للسيئات ليست من ناحية الكمية ، ولكنها تتضاعف من ناحية الكيفية بمعنى :

 أن العقوبة تكون أشد وأوجع .

 والدليل على أنها لا تضاعف الكمية قوله تعالى: 

﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ 

[الأنعام:160] .






Share To: