فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "فضائلُ الزَّكاة" 




للزَّكاة ثوابٌ عظيمٌ وفضائلُ جليلةٌ ولهذا  اقترانُها بالصَّلاةِ في كتابِ الله تعالى؛ فحيثما ورَدَ الأمرُ بالصَّلاةِ اقترن به الأمرُ بالزَّكاة من ذلك قولُه تعالى :

وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ

 [البقرة: 110] 

وهى ثالثُ أركانِ الإسلامِ الخمسةِ بدليل الحديث النبوى الشريف : 

بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ :

 شهادةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله وإقامِ الصَّلاةِ ، وإيتاءِ الزَّكاةِ ، والحجِّ ، وصومِ رمضانَ .

 والزَّكاة علامةٌ من علاماتِ التقوى وسببٌ مِن أسبابِ دخولِ الجنَّةِ كما قال سبحانه وتعالى :

 إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ

 [الذاريات: 15-19]

وعن أبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنه قال :

 قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم : 

خمسٌ مَن جاءَ بهنَّ مع إيمانٍ دخل الجنَّةَ :
 من حافظَ على الصَّلواتِ الخمْسِ :

على وضوئِهنَّ وركوعهنَّ وسجودِهنَّ ومواقيتِهنَّ وصامَ رمضان وحجَّ البيتَ إنِ استطاعَ إليه سبيلًا وأعطى الزَّكاةَ طيِّبةً بها نفسُه .

والمحافظةَ عليها سببٌ من أسبابِ بلوغِ العبدِ منزلةَ الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ .

فعن عمرِو بن مُرَّة الجُهنيِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال : 

جاء رجلٌ من قُضاعةَ إِلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال :

 إِنِّي شهدْتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك رسولُ الله وصليتُ الصلواتِ الخَمْسَ وصُمتُ رمضانَ وقمتُه وآتيتُ الزَّكاةَ .

فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم :

مَن مات على هذا كان من الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ .

الزَّكاة من أدَّاها طيِّبةً بها نفسُه ذاق طعْمَ الإيمانِ  :

فعن عبدِ اللهِ بنِ مُعاويةَ الغاضريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال :

 قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم : 

ثلاثٌ مَن فَعَلَهنَّ فقد طَعِمَ طعْمَ الإيمانِ :

 مَن عبَدَ الله وحْده وعلِمَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأعطى زكاةَ ماله طيِّبةً بها نفسُه رافدةً عليه كلَّ عامٍ ولم يُعطِ الهَرِمةَ ولا الدَّرِنةَ ولا المريضةَ ولا الشَّرَطَ اللَّئيمةَ ولكنْ مِن وسَطِ أموالِكم فإنَّ اللهَ لم يسألْكم خَيرَه ولم يأمُرْكم بشَرِّه .

🌲مستحقي الزكاة

يقول الله تعالى : 

إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم

{٦٠: التوبة}.

⬅️ أول صنف من مستحقي الزكاة الفقراء وقدم ذكرهم لاحتياجهم أكثر من غيرهم .

⬅️ الفقراء والمساكين : 

من لا يجد شيئًا أو يجدون بعض ما يكفيهم يعني يجد الطعام والشراب ولا يجد المسكن أو الدواء .

⬅️ العاملين عليها :

 الذين يعملون في جمع الزكاة ولا يشترط فيهم وصف الفقر .

⬅️ المؤلفة قلوبهم: الأول :

 كفار يرجى إسلامهم .

الثاني : 

مسلمون يرجى ثباتهم.

يقول الإمام بن كثير في تفسير الآية :

⬅️المؤلفة قلوبهم : 

منهم من يُعطى ليحسن إسلامه ويثبت قلبه كما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين جماعة من رؤساء القوم مائة من الإبل وقال : 

إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي خشية أن يكبه الله في نار جهنم .

ومنهم من يعطى لإسلام نظرائه ، ومنهم من يعطى ليجبي الصدقات ممن يليه أو ليدفع عن حوزة المسلمين الضرر من أطراف البلاد .

⬅️ في الرقاب : 

وهم ثلاثة أنواع :

🌴المكاتبون المسلمون يعانون لفك رقابهم .

🌴اعتاقق الرقيق المسلم .

🌴الأسرى من المسلمين .

⬅️ الغارمون :

 هم المدينون العاجزون عن سداد ديونهم .

⬅️ ابن السبيل : 

هو المسافر المجتاز الذي قد فرغت نفقته أو فقد ماله فيعطى ما يوصل لبلده .






Share To: