الأديبة المغربية سعيدة الرغيوي تكتب نصًا تحت عنوان "دلفت إلى هناك" 




..دلفت إلى هناك ..قلبي بدأ ينقبض ..
ٱلْألوان هناك تبدو هاربة من ٱلْوقت ..
شحوب يداهمك ، مخزون ٱلْحياة يضمحِل ..
أنين في ٱلْممَرات ..صراخ هنا ونحيبٌ هناك ..يزحف لون ٱلشّحوب ليصبح هو ٱلْعنوان ٱلْمهيمن في تلك ٱلردهات ٱلْباردة ..!!.
تحركت عيني لترسو على سرير طبي ..لم أستطع أن أتابع تلك ٱلْآلات ..ٱلدّماء في ٱلْأنابيب تموج  ..سرعان ما تحولت عن ذاك ٱلْمشهد ٱلمتكرر  ..لكن سأصطدم بمشهد آخر أكثر وجعا وشحوبا ..إنهما  يودعانه بعيون باكية ..لقد رحل ..رحل ..رددت ٱلشّابة : وهي تسقط على ركبتيها ..رحل ..دون أن يفرح معي بقدوم حفيدته ..لقد ..لقد رحل ..كم ٱنتظرك ملاك ..صغيرتي ..رحل حبيبي أبي..أخلف موعد ميلاد زهرتي ..ملاكي ..!!.
أينما وليْت وجهك تخنقك ٱلصُّور ٱلْباكية ..لون ٱلشّحوب يرتسمُ في كل زاويةٍ..حاولت أن أقف لأتبين مخرجا بعدما ٱستغرقتني عناوين ٱلْأنين وٱلْوجع ..حاولت أن أمسك ما كنت أحْمِله بين يدي ..لقد سقط أرضا ..تلك ٱلْباقة من رحيق ٱلْحياة بدورها ٱستسلمت للون ٱلْمكان ٱلشّاحبِ ..سقطت عبوة ٱلدّم من يدي ..لا..لا لم أعد أتذكر شيئا ..ٱلْآن أستفيق على صوت أمي تناديني ..إنّنا بخير ..كان كابوسا مفزعا ..مابك ..ٱستقيظي ..لا شيء حدث..لما تصرخين ..بصعوبة تتهجّى بضع كلمات ..لقد كنت في غرفة ٱلْموتى ...ممددة هناك على سرير شاحب ..كان ٱلْموتى يحدثونني عن لون ٱلْحياة ..نعم ..عن لون ٱلْحياة ..لقد ٱستغرقتني حُمّى ٱلرحِيل ..لون ٱلدِّمَاء وهي تموج في تلك ٱلْآلات ..ذاك ٱلْأنين ..و...و...و..!!.
ٱنتهى كل شيء ابنتي لم يكن إلا كابوسا ..إليك هذه ٱلْباقة من ٱلزهور لقد جلبتها لك أعرف مدى عشقك للون الأصفر ..
تعالي معي لنضعها في مكانها ..اُنظري أنت في غرفتك ..
ولكن أمي ..إنني أراهم ..هم يحملقون في ..!!
ينادون علي ..لحظة ..لا يمكن أن أخذلهم ..لقد تعبوا من تلك ٱلْعناوين ..من تلك ٱلْأسِرّة ..من تلك ٱلْألوان ..؟!..
انتظري لحظة وسأكون معك سأغلق نافذة ٱلشّحوب كي لا تطاردني هاته ٱلْعناوين ٱلشّاحبة ..
نعم ..نعم..كان مجرد كابوس ..!!.






Share To: