الشاعر المغربي / نورالدين بنعيش يكتب قصيدة تحت عنوان "نبيذ الشعر أصابني...!"
لا الخلاء الخلب يعرفني
ولاحتى شبح الخلاء
عاد يؤنس خلائي اليتيم
ليل ليلي خلو منهما
أسري في ظلامه
فيسري الظلام في عروقي
يخدرني
ثم يعود ليدثرني منسيا
اياي معنى العناء
بين ذراعيه يخبئني
هدية للنعاس يسلمني...
فأرقد طويلا في كف
النوم هنا معي
لا مع غيري
جثة جنب ظلي الهامد
لكني في كل حالاتي
وأحوالي
وكيفا ما كان مآلي
هو وأنا خلان
بوحدة روحنا ننعم
في أحضان الهناء
على هامش الهدوء الازلي
بقدر الممكن نحاول
فك شفرة اسرار الهوى الصامت
نطرز سكونه بستائر
الغياب
المختبئ في طيات السماء
نبيذ الشعرأصابني ...!
ونشوة الخيال الخصيب
أثملتني...
جعلتني أنأى بعيدا
عن المكان
لا أثق فيه ولو مثقال ذرة
ولا حتى في الزمان!
أسند ظهري على ظهر الفراغ
فوحده الفراغ
من يملك مدى الفضاء
رتابة الشيئ ورتابة اللاشيء
صارتا تتحكمان في
كل شيئ مكنون فييَ
أهذي كالمحموم الولهان
واضعا حدا لحيرتي
أبحث عن أجوبة أهدم بها
جدران النسيان
فيجيبني صداي الوحشي
الضليع المتضلع
الحافظ عن ظهر قلب عذاباتي
وعذابات المتيمين
أُتركْ ظلكَ وحيدا
وصاحبٍ الغيم إذا!)
رتِّل معه الحان الجفاء
شد جسد البحر المهجور
بضفائر القمر!
وخُصلِ الضياء!
تغنَّ بكل منْ يتغنى
بفجر الحياة
بربيع الايام
أُكتبْ لتنسى ماكُنتَه
أُكتبْ لتبقى على ما تكونُ
أكتبْ بقوة على صفحات ما ستكونُه
فراح اليراع يكتب
و يخطُّ بحرارة البعد
عن ماضيَ
وعن ذكرياتي...
وعن الحب
المَغشي في ثوب الضباب
بأنين الاغتراب
وملح دمعي
وقهر العذاب
وما غيرالعذاب!
ينقش كلمات موسيقى
الخلود والبقاء
تعزف أوتار قلبي
الباكي...
الشاكي...
أناملُ الريح التي استهوتني
وبحبْر الغياب الذي يغمُرني
يزيِّن صدْرَ السراب
ورمالَ الشوق
الهاربيْن مني في
قلب الصحراء
بقصيدة اللازورد
ربَّة المعاني
فارغة من اللوم
من الشتم...
ومن العتاب
مسَربلةً فقط بثوب الندى
تنزف حروفا ترقُّ
حين يطوف بها طائف الحبيب
من تحت الجمر تشهقُ
ومن عمق الرماد
حية مثل العنقاء
تصدح ناثرة سحر جمالها
في كل شبر من المعمور
والارجاء
تخطَّر قوافيها الهنيهة
حينا تخطو
فيعشقها الزنْبقُ الساحر المسحور
يغسلها بأشعار الفجر
ويرصع جيدها بتسابيح
مطر المساء
Post A Comment: