الأديب المغربي / علال الجعدوني يكتب ورقة مقتضبة حول ديوان الزجالة / صفية البدراوي



  

( لسان الغصة ) هو ديوان زجلي للزجالة والشاعرة  *صفية البدراوي   * صدر لها عن مطبعة الأورو _متوسطية للمغرب _ فاس عدد صفحاته  ٧٣ صفحة  ، صمم  لوحة الغلاف  الفنان : فائز  يونس تاونات  . يتصدر الديوان  كلمة إهداء  تم  دراسة  نقدية للأستاذ  :  * محمد الراشق *وهو زجال باحث في الأدب الشعبي  وذلك في ١٠يوليوز ٢٠٠٥ بالخميسات . 


✓ زجالتنا المبدعة صفية البدراوي ابنة اوطاط الحاج بولمان، مقيمة بتاونات ، عصامية  ، ولجت عالم الكتابة منذ زمان  الشباب ،بعدما  ارتوت من فن الزجل والشعر وهي طالبة ، مما جعلتها الأيام تتدرج في الإبداع إلى أن فرضت نفسها  في ساحة الإبداع الراقي والهادف ، فتجربتها الجادة المتفردة خلق منها فنانة رائدة في الكتابات النسائية ، وجعل لها حضور وازن ليؤهلها عن جدارة واستحقاق لتنخرط في العمل الجمعوي عالية المقام  ....


✓ دلالة الغلاف :


على الغلاف رسمت لوحة  لها دلالة تعبيرية نضالية ، يد مقيدة ، تود التحرر  من القيد الذي قيدت به  ، و لون  اللوحة متنوع الألوان منها : الأبيض ، والأزرق ، وبعض من الأحمر الذي يرمز للدم  يغلب على واجهة الغلاف اللون الأزرق الذي هو لون السماء والطبيعة والبحار والمحيطات .  كما للون الأزرق عدة معاني  منها : العمق والثقة والولاء والإخلاص والحكمة والإستقرار والإيمان والذكاء ...

كما له تأثير إيجابي على العقل والجسم ، وليس هذا فحسب بل هو لون  الروح يستدعي الراحة ، يمكنه أن يجعل الجسم ينتج مواد كيماوية تهدىء وتنشر مشاعر السكينة  ...


✓ دلالة العنوان  :


فالعنوان غالبا ما يكون مفتاح الديوان أو العتبة الدلالية لكونه هو من يحاول فك  مضامين ورموز النصوص  الغامضة  .

وشرح كلمة غصة  هو  : غصة الموت : سكرته ،حزن ، وهم وغم  شديد متواصل  ...

عنوان يطرح عدة تساؤلات عميق  الإيحاء ، قد يبقى معلقا إلى أن يستنبط القارىء الفكرة التي تحتضنها النصوص الزجلية  .


✓ مضمون النصوص بشكل عام  :


 فالعمل الزجلي للمبدعة صفية البدراوي هو باكورة أعمالها في مجال الزجل الشعر العامي ، إذ يحمل الديوان  نصوصا متلونة بألون الحرقة شكلا ومضموناً   ، فمن خلال عناوين النصوص نستنبط معاناة الزجالة  من هموم صادفتها في حياتها وواقعها المعيش ، فعنوان " لسان الغصة " التي عنوت به  ديوانها لكافية لشرح  ما تترجمه أحاسيسها ومشاعرها من انكسارات  وألوان الحزن  المرير جعلتها تثور على طبيعة  الواقع  بصياغة وصور بديعة تشد المتلقي بأسلوب التشويق والإثارة ليرتوي بدوره  من دلالة النصوص الإبداعية المشفرة .

فزجل الزجالة تكاد تكون قريبة من النفس المتلقي ، زجليات تبرهن أن للمبدعة قدرة التعبير  والتواصل بلغة شعرية شاعرية عميقة ، ساحرة الجرس الموسيقي ، إذ هناك تناغم بين جرس الكلمات ونغمة المفردات حسب ما  كتبه أبو هيف عبد الله في كتاب النقد العربي الجديد .

ومن هنا يمكن القول على أن للزجل صلة وثيقة بالحياة وقضايا المجتمع  .

فتجربة الزجالة صفية البدراوي جعلتها تؤسس لكيانها برؤية دقيقة  واثقة مما تكتب  ، وموظفة أسلوبا أضفى على نصوصها جمالاً وجاذبية لا مثيل لها في هذا الفن الشعري العامي ، فتقريبا عالجت عدة قضايا منها الوجدانية والوطنية  إلخ ...

لقد حاولت الزجالة  البوح بكل شيء حيث غردت بتغاريد موظفة الرمزية بشكل دقيق مع استحضار بعض الحيوانات  . .

 يمكن الجزم أن الزجالة توفقت في كتاباتها بعدما جسدت كل الصور الفنية التي سكنت أعماق كيانها ، وعكست الصورة الشعرية الدفينة بنفسها في قالب زجلي أنيق وجذاب ،  فتحية لها من الأعماق ، ومسيرة موفقة إن شاء الله .




الأديب المغربي / علال الجعدوني يكتب ورقة مقتضبة حول ديوان الزجالة / صفية البدراوي  

Share To: