الشاعر الجزائري / كمال أحمد حمادي يكتب نصًا تحت عنوان "همسة من خريف العمر" 




غرباء 

أحيانا زنزانة الوحدة مريح..... جدرانها تحمينا،

نزينها بصور ذكرى جميلة عشنها.... ولوحات امنيات بعيدة رسمناها ذات يوم،... كنا نظن أنها لن تتحقق أبدا... 

نسمع صخب وضجيج الدنيا... نلمح الوان الربيع والخريف

وصفرة الصيف التي تنسينا بياض الشتاء.... 

قد نكتفي بدور المراقب الحزين لسماء ... غيومها احزان، امطارها دموع ألم .... ساعتها آهات الروح المتهالكة داخل جسد واهن وصباحاتها شهاقات.... صرنا نألف السجن، ونعتاد الأسر من كثر المحن العاصفات وأعاصير الإبتلاءات.... 

نخاف حين تهب رياح التمرد داخلنا، وتلوح آفاق الحرية...... كيف لنا ان نعتب باب العزلة ونخلع ثوب الوحدة .؟؟؟.. 

حين تلسع الشمس الجلد من جديد... ونشتم عطر الورد 

الآتي من بعيد، يداعب خلجات الفؤاد ويعبث بأوتار القلب... 

كيف لنا أن نمسك باليد الممدودة،؟؟؟.. نسينا حتى كيف يصاغ الكلام؟،... فكل لمسة بحريق، وكل كلمة بقطع نفس،.... 

كيف لنا ان نخطو الطريق ثانية؟ ولم نطوِ الأولى بعد .... كيف نحتمل ألم الخروج من الرحم مجددا.؟... ونتعلم السير كمولود حديث، يدب في الأرض.... ونتمرن على النطق كطفل صغير يتلعثم في الكلام .... ونعود لمقاعد اقسام السعادة التي فصلنا منها قهرا ... فنستدرك ما فاتنا.... ونفهم ما غاب عنا.و نمشي على الدرب مبتسمين..... كيف نعرف دروب الحب؟... بعد ان فقدنا الأمل، ولذة الثقة وحلاوة الأخوة.... 

هل كنا على ضلال؟؟؟ أم أنا وقعنا في الضلال.... سؤال يجر آخر، لكن الجواب لن يكون مقنعا محال  .... 

لهذا نحن في هذه الدنيا غرباء... فلنكن معروفون في السماء... غرباء هكذا الأحرار في  دنيا العبيد.... 




الشاعر الجزائري / كمال أحمد حمادي يكتب نصًا تحت عنوان "همسة من خريف العمر" 


Share To: