الشاعر المغربي / نورالدين بنعيش يكتب قصيدة تحت عنوان "بملح عيوني المذاب" 

******




ها أنا أطرق صدرا

محكما بمزلاج العقاب

 مسيجا بإسمنت الجفاء 

ربما أخلص نفسي من

حرقة العذاب

الذي فرضه علي فراقك!

أمرغ  كلي  في التراب 

ثم أعود 

أتطيب برغوة الموج

وبماء أوجاعي الممزوج

بملح عيوني المذاب 

خليط من هذا

 وآخر من ذاك

الكل مخلوط مع زهر

الياسمين

 و جذور الاعشاب 

وصفة  إكسير

أتريّقه على ايقاعات

شقشقة عصافير الربيع 

حين تبتسم لصباح الأنس

 أجعله لي أفضل شراب..

يقوي  عودي على 

ظهر راحلة دون

 سرج ولا ركاب

أنثر عطر العطور 

على جسد ظبية

 سرقت من قلبي مزقة 

 فسلمتها لريح هجْر 

حادت عن مجراها

تجففها بفمها

وبٍصيْهد ليلة حمراء 

وحمّى حنين ينبعث 

 من تحت القباب!  

ما أنا سوى شاعر

أتسلى أوَانًا بالبكاء

 فأروح أبحث في  شهد 

الورد الاجوري

أتخير  من العسل 

عسلا به أكتب 

بريشة الحسون

قصيدة عسلية لربَّة بيْن

   جار على ضعفي 

 أقدمها هدية  مني 

للسراب 

وآونة  تراني أنأى   

عن فلك الزمان...

 أوالف صبري وقد

 نحِل في جسمي 

فأضرب عبثا

 للندى الواقف أمامي

موعدا مع الموعد

 بعيدا عن دائرة اللوم

. والعتاب...

ليس هنا في هنا

بل هناك في عمق 

أعماق الضباب

أنتظر رسول البعد 

يسلمني جوابا من الغيب

يكشف لي فيه سر الغياب

فأرتوي من جدول

عينيك المنساب

أتقاسم مع النوى 

مع الوجد

مع  الهوى

  وحدة وحيدة ظلت

 بشغف طويل تترقب 

 قطْر السحاب!



الشاعر المغربي / نورالدين بنعيش يكتب قصيدة تحت عنوان "بملح عيوني المذاب" 


Share To: