نبيل أبوالياسين يكتب: المرحلة القادمة حاسمة والدول العربية بين وحدة الصف وإحترام شعوبها 




 أبدء مقالي بأهمية إتحاد عربي قوي، وموحد يفوق وحدة الإتحاد الأوروبي الذي نشاهده الآن، فضلاً عن ملحمة شعوب دول الإتحاد الأوربي تباهياً بهذه الوحدة، 

مشدداً؛ على ضرورة أن يكون هناك موقفاً عربياً موحداً،  وصوتاً واحداً في المرحلة القادمة في ظل التغيرات التي أحدثتها الحرب الروسية الأوكرانية على ساحة العالم بأسره.


وإن «توحيد الصف العربي» يجب أن يكون أبرز رسائل كل زعماء الدول العربية، في المرحلة القادمة ليجسد قوة العلاقة بين بلادنا، وشعوبنا، كما أنه يدل على مدى حرص زعماء دولنا  على دعم هذه العلاقات، وتطويرها نحو أفاق أرحب تؤكد على وحدة الهدف، والمصير، وتلبى مصالح الدول العربية المشتركة.


وأنه آن الآوان الآن "لـ " النظر إلى الطرق الجوهرية التي تغير بها العالم خلال العقود الأخيرة، وهناك حاجة واضحة لإصلاح الجامعه العربية، وأجهزتها الرئيسية، ولابد من أن تُغير من نفسها لتوافق الواقع الجغرافي السياسي الحالي، وتتواكب مع تطلعات شعوب الدول العربية، وتتواكب أيضاً مع التطوير التكنولوجي من أجل أن تحتفظ بأهميتها وتُحسِّن من فعاليتها حتى تسترد ثقة الشعوب العربية.


ومن المهم جداً الآن أن تحتضن الجامعه العربية مبادرة «توحيد الصف العربي» حكومات وشعوب 

لتكون مرحلة جديدة من الشراكة الإستراتيجية، والتعاون الوثيق بين الدول العربية وبعضها، سعياً نحو الإنطلاق خلال السنوات القادمة إلى مرحلة التنمية المستدامة، والرخاء للدول والشعوب، فضلاً عن المساهمة في دعم العمل العربي المشترك، والعمل على صيانة الأمن القومي العربي، 

فمن واجبات الجامعه العربية الأساسية أن تسعىّ للخير للمنطقة العربية، وشعوبها وتمد دائماً جسور التعاون والإخاء لمحيطها العربي.


ومن ناحية أخرى، تعد "جامعة الدول العربية" أمام فرصة جيدة لإستمرار التشاور، والتنسيق بين الدول العربية وبعضها، حول أهم قضايا المنطقة، في ظل التطورات الدولية والإقليمية المتلاحقة، التي تستلزم التعاون المشترك لمواجهة التحديات، والأخطار المشتركة، خاصةً مع ما نشهدهُ من تدخلات إقليمية مرفوضة تسعى للهيمنة فضلاً عن أخطر إستعراض للقوة على مدار التاريخ، والذي نشهدهُ الآن في الغزو الروسي لأوكرانيا، نهيك عن تهديد الأمن القومي العربي، وإستهداف الدول العربية، وهو الأمر الذي يدعوا إلى التكاتف، وتوحيد الصف العربي، والعمل على تعزيز الدور العربي في الأزمات المختلفة في المنطقة.


وأشير؛ إلى"معاملة اللاجئ الأوكراني" في أوروبا تحت وابل الإنتقادات، في الوقت الذي شهدت فيه وسائل التواصل الإجتماعي في مختلف أنحاء العالم، حملات غاضبة تهاجم ما وصف بأنه "تفرقة عنصرية" في التغطية الإعلامية للأحداث في أوكرانيا، خاصة فيما يتعلق بأزمة اللاجئين، وظهر العديد من المحللين، والصحفيين في وسائل إعلام غربية، وهم يؤكدون ضرورة مساعدة لاجئي أوكرانيا، لأنهم "من البيض ومن أصحاب العيون الزرقاء”، في إشارة إلى أنهم "قريبون" من المواطن الأوروبي، وبالتالي فإن "المساعدة ضرورية"


مشيراً؛ إلى أنهُ قد وصل الأمر في عدد من التغطيات الإعلامية، إلى المقارنة بشكل مباشر بين اللاجئين، بناء على جنسيتهم، بالقول إنه يجب مساعدة الأوكراني، فهو ليس كالعراقي أو الأفغاني، أو السوري، أو الليبي، وأعتبر "تعامل" الدول الأوروبية مع اللاجئين الأوكرانيين، مقارنة بأزمات اللجوء القادمة من دول أخرى، وأن أوروبا وقعت في فخ كبير خلال الأحداث الأخيرة في أوكرانيا، في إشارةً؛ لأوروبا التي تروج لنفسها على أنها حقوقية جداً، سقطت في فخ كبير خلال الأزمة الأوكرانية، إذ كشفت عن تباين بالمواقف فيما يتعلق بجنسية اللاجئ، وتناست اللاجئين الآخرين.


ويبدو وكأن الحكومات الأوروبية أيدت التصريحات التي سمعناها في وسائل الإعلام الغربية، التي تقول إن اللاجئ الأوكراني يجب أن يحظى بالإهتمام بسبب لون بشرته، أو عيونه الزرقاء، فنحن نرى اليوم العلم الأوكراني يرفرف على المؤسسات الفرنسية، وغيرها، ويتم تسهيل معاملات اللاجئ الأوكراني بصورة لم نرها فيما يتعلق باللاجئين من جنسيات أخرى.


وأُناشد؛ كل مواطن عربي يُريد أن يكون رئيساً، أو أصبح الآن رئيساً يتراجع أولاً في أن يثبت أنه بارعً في السيطرة على بلده من خلال سحق المعارضة، وخنق الديمقراطية، وسرقة الإنتخابات،  ويسجن ويقتل الخصوم السياسيين ، أو يستخدام وسائل الإعلام التي يسيطر عليها لنشر رواية ملتوية لتعزيز حكمه، ويعامل أصول الدولة على أنها ممتلكاته، ولا يفكر  في غزو الدول المجاورة، أو أن يتدخل في الخارج مع عواقب، وخيمة على ملايين الأبرياء كما فعل "فلاديمير بوتين"، الذي أصبح الآن العدو العام الأول للعالم الحر بعد هجومه الأخير على أوكرانيا. 


لقد صدم الغزو الشامل، والفظائع التي أطلقها هذا الطاغية الذي يخدم الذات الغرب المتراخي، ودفعه إلى العمل بينما يشهد هجومه على دولة ذات سيادة، ولقد أدى سوء تقديره إلى تحويل روسيا إلى دولة منبوذة حيث يحاول الغرب خنق إقتصاده، ويرسل أصدقاءهُ الملياردير للهروب إلى بر الأمان بأصولهم المسروقة، مع قصف الكرملين لمدن مثل كييف وخاركيف وماريوبول وميكولايف ، ونزح واحد من كل ثلاثة من مواطني البلاد من منازلهم في غضون ثلاثة أسابيع فقط.


وختماً؛ أن هيبة الدول العربيه تكمُن في شعوبها الآبية، وقوتها راسخة بحب الشعوب لقيادتها فلابد من تغيير إستراتيجيات سياسات دولنا العربية وتسعى جاهده في العمل على إحترام أراء الشعوب، وحفظ كرامة المواطن في الخارج قبل الداخل، وإسترداد ثقتةُ في قياداتة، ولاءُه لوطنة التي أصبحت معدومة في بعض الدول، ومعاملة اللأجئين والنازحين من الدول العربية الشقيقة كأبناء وطن لهم نفس الحقوق، وعليهم نفس الواجبات.


نبيل أبوالياسين يكتب: المرحلة القادمة حاسمة والدول العربية بين وحدة الصف وإحترام شعوبها


نبيل أبوالياسين يكتب: المرحلة القادمة حاسمة والدول العربية بين وحدة الصف وإحترام شعوبها 


Share To: