الكاتبة المصرية / رانيا جمال تكتب نصًا تحت عنوان "صَباح المُواساة يا زَهرة تشرين" 




تُشبهينَ الأغصان ذات الأوراق الزيزفونية الصَفراء حِين تَلوذ بالفرار من سَخط العالم المُختبئ في كُوُّة بجدار الغُرفة، تُراقبين أسراب الطَنَّان المُهاجر بعيدًا عن برودة الشتاء، تَثُور الأفكَار  الهلاوسية برأسُك العاري من سُلطة قوانين الكون في  دوامات دائرية تُشبه الحشائش الراقصة وهي تبحث عن أكبر قدر من شُعاع الشمس..

أُراقبك من بعيد وأنتِ تخطِّين برقيات تهنئة إلى سنَابل القمح الذهبية التي عانقت قطرات المَطر، فاكتسبت فلقتيها ضمَّة حارة والعُقبى لي.. كَم تمنيتُها في سَريرتي!

 أتابعُك باهتمام وأنتِ تُصنِّفين سُلالات الثمار الناضجة الجَافة التي انضوى عليها أفرع كفَّ مريم بإحكام لحمايتها من الجَفاف، بفرق الفاء والهمزة من سيحميكِ أنت مِن جَفاء شهُور العَام وسُكان الكَوكب الحزين الباكي، مَن سينقذك مِن مراسم الوحدة الجنائزية وهِي تُقدِّم سَعادتُك قُربانًا للوقَت العَابر؟

أخَشى أن يفتِش سري فَردًا من مملكة النحل، أو قائدًا من جيش النمل المُنزعج من تعطيلي لمسيرتُه..

هَل سأظَّل مُدمنًا لاختلاس لحَظات المُراقبة وسكِّيرًا بِحانات وجَهك السَاهد؟

أم ستُعتَق شجَاعتي لتَخرج مِن عبودية الصَمت في حَرم جَمالك!


الكاتبة المصرية / رانيا جمال تكتب نصًا تحت عنوان "صَباح المُواساة يا زَهرة تشرين"


الكاتبة المصرية / رانيا جمال تكتب نصًا تحت عنوان "صَباح المُواساة يا زَهرة تشرين"


Share To: