الشاعر المغربي / عبد اللطيف رعري يكتب "ورقة شفاعتي تحت ظلّي" 





1


انَا وحِيدُ ضّالتِي

حُظْوتي بيْنَ المَاءِ والنَّار

 ُلَا يَرُوقُ لِي حِينَ أغْضَب

 أنْ أضَعَ رَأسِي بيْنَ جَحِيمَينِ

 لأمْسِكَ ذَيْلَ الصّوابِ

 فهَذَا الّذي يتَوَّعَدُنِي دَوْماً بالهَربِ

 ِكَانَ يلْحَظُنِي سَرَاباً بيْنَ الأرْصِفَة

 فَتتَسَمَّرُ قَدَمَاهُ بيْنَ أعْمِدَةِ الارَقِ 

2

غَالبًا الشُّرُفَات  لَا تتَحَمَّلُ  النَّوافِذَ

القََصَبِيَّة أعْلَى الجَبلِ 

لكِنْ

 مَا يَصُدُّ الرِّيح عَنِ العَزْفِ 

هُوَ مَا يرُدُنِي لِسَطْحِ الذّكْرَياتِ,

كَمْ يُلْزِمُنِي مِنْ قَهقَهَة سَاخِرةً

 اذَنْ لِمنْعِ شَخِيرِِ  الأشْجَارِ ؟

3

أنَا وحِيدُ ضَّالتِي 

أصْدقُ القَوْلَ 

أنِّي رَاودْتُ نِسَاءَ الكَونِ بِطَيشِِهنَّ 

ولَا  واحِدَة تَمنّعَت 

التِّي تبَاهَتْ بخِصْلةِ شَعْرِها 

والتي تَمَلّت بِرَقْصهَا

والتِّي أوْمَأتِ بْفُسْتانِهَا

وحَفّتْ سَكِيَنةَ البُعْدِ 

فَاهتَدَت الَى قِدْرِ غَريقٍ فَترَمَّدَت

4

أنا وحِيدُ ضَّالتِي

مَكتُوبٌ لِي أنْ أنتَشِلَ خَوْفِي

 منْ وَمضَةِ الغَرْقَى 

وأرَوّجُ لمَنْطقِ الدَّعَابَةِ

 بَينَ مَدِّ البَحْرِ وَجَزْرهِ 

لأظَلّ بِفَارِقِ الامْتِيازِ

 لُغْزًا

 يَحْمِيهِ مِنْ ضَياعِ هَذَا التّدَفُقِ  الأبَدِي


 5


أنَا وَحِيدُ ضَّالتِي

 لا أسْتغِيثُ منْ دَهْشَتِي

 حيِنَ يُداهِمُنِي شُرُودِي 

فِي أخِرِ الطّرِيقِ 

لانّ زَمَنِي عَلّمنِي أيْنَ أضَعُ وَطأتِي

 وَمَتَى أدْنُو مِنْ مَلْحُوظتِي ا

أنذِرُهَا بقيَامِ البَعْثِ

لِتَصْفَحَ  لِي الخَطِيئَة²

وتَعْويضِي بذبح عَظِيمٍ


6


انا وحِيدُ ضالتِي

  أجُوب ُ الصَّقْعَ النَّائِي  مَذْمُولاً

لأخِيطَ  شُرُوخَ المُحِيطَاتِ قَبْلَ اجْتيَاحِ الجَلِيدِ

وأتلبَّدُ تُرَابَ كَفنِي بالنَّخِيلِ

 كَيْ لا تَسُوخُ فِيهِ الأرْجُلُ

أجَل  الجَليدُ مُصَابٌ بِالعمَى

 فَحِينَ يَخْطُو تنْحَنِي الجِبالُ  

فِي صَمْتٍ


انا وحِيدُ ضالتِي

مُغتَرِبٌ ,أصْنَعُ لهُدنتِي بلْسَماً

منْ خَلِيطِ المَعَانِي 

وأنَمِّقُ  أفُقِي بِزُخْرُفِ القَوَافِي

 عَلَى الأقل أكُونُ اخِرَ خَلْقٍ لَهُ مِيزَة قلْبِ المَوَاِجعِ

8

أنا وحيدُ ضالتِي

أدَاِري أعْطَابِي  بِالعِصْيانِ 

وَيدِي هَارِبَة منْ قبْضَِ الطُوفَانِ

منْ اسْتيَائِي دَوْماً أنِّي أقْتَربُ مِن نفْسِي 

وهِي تهْربُ بَعِيدًا

ونعُوشُ مَدينتِي مُحْمَلةٌ علَى كَتِفِي

9

انا وحِيدُ ضالتِي

 غَيْر مُنزَعِجٌ مِن عُزْلتِي

 لدَيّ أظَافِرِي مُمتَدَّة قَلبَ الغَابَةِ 

طَوَّاحٌ للْمُعدِمَاتِ فِي طَوابِيرِ اليُّتْمِ 

وخَطَواتِي أسْرَعَ مِْ برْقَةِ المِيلادِ 

هَذا وجْهِي

 والمِرِآةُ هَذه تحْمِلُهُ مُنْكسِرًا

اه كَمْ هُو بارِدٌ دِثّارُ عُزلَتِي,

حَادَّة أظَافِرِي

كَاشِفَة مٍرآتِي

لِمُنتَهَى وَجْهٍ ينْتَظرُ الحَرِيقَ

10

انَا وحِيدُ ضالتِي

كَأسِي لا تَفعَمُهُ الأعْذَارُ فقَطْ 

 بلْ نِصفُهُ عِشْقٌ مَنْسِيٌّ

 قَدْ تَسْألنِي النّصْفَ الأخير اذنْ, لكِن حِينَ كَسَّرْتهُ, لَم أعُدْ أعْرٍفُ مِنهُ غيْرَ دَمِي,

 يَسْرِي بيْنَ اصَابِعِي   

النِّصْف الأول حَتْمًا

لَا ياسَيِّدِي  مُنْذُ اسْتِيائِي لَمْ اعُدْ أقْوَى علَى التَّمْييزِ

دَعْنِي فالأنْصاَفُ  عِنْدِي سِيّان 

دَعْنِي أرتِّقهُ فَقَط

 بِحَبلِ حَصِيرٍ...  بِحَبلِ غَسِيلٍ ...

بِحَبلِ الوَرِيدِ حتَّى حَبْلِ الوَرِيدِ 

دَعنِي أشْحَذُهُ ببَصَرِي فبَقايَاهُ منْ صُنْعِ يَدِي

هَذا الكَأسُ لَا يَنْكسِرُ ,الِّا  وَتَنْكسِرُ مَعَهُ آهَاتِي  

11

انَا وحِيدُ ضالتِي

لَا أقِيسُ  مِئَويَّة قَهْرِي بزَمَنِ التَّلاشِي

وَلا أعْدُو لِلوَرَاءِ خُفْيةَ تَشَظِّي السَّاعَة فِي يدِي

قَد أكُونُ البِدايَة لِزمَنٍ يَأتِي

 وقَد أكونُ  نِهَاية لكُلِّ الأزْمَانِ

 انَا لا أحَرِّكُ الزَّمَنَ بِقَدرِ مَا أتَغَلغَلُ فِيهِ

نَعَم ,أحْيَاناً لَا أحتَاجُ لِمنْ يُحَدِّدُ زَمَنِي

أوْ ليُسَلّي ثَغْرَةَ فرَاغِي بِقتْلِ اللَّحَظاتِ 

قَد أنْسَلُّ فِي رَدْحَة عُمْرِيَّة سَيْلاً مَائِياً

وَأَجُرُّ معِي العَدَّاد الخَشَبِي

 وَالسَّاعَة الرَّمْليَّة

 والأرقام

 وَكُلُ الحِيَّلِ الوقْتِيَّةِ

لِأقِيسَ  تمَظْهُراتِي بجُنُونِ  الأخَرِين

 وَأهَيءُ هَذيَانِي لِمَنطِقِ الشَّبيِهِ والمُتَشَابهِ


12


انا وحِيدُ ضالتِي

لَا أطِيقُ السَّفرَ بدُونِ  بُنْدُقِية, و لا أزندُ حَرْباً خَبَت نَارُهَا ,ولَا 

ألْوِي عُنُقًا أطْولَ مِن عُنُقِي 

وَلا أعْنَقُ كَلبًا شَرِيداً قِلادَة مِنْ ذَهبٍ

خَطَواتِي وانْ تقَيَّدَت ظَلَّت تصْحَبُني كَظلِّي

لَسْتُ ببدَايةَ الطرِيقِ وَلا بنِهايتِهَا

أسِيرُ وِفْقَ قُيُودِي

حَتْمًا سألحق بِكُم

وَفِي يَدِي وَرَقَةَ شَفَاعتِي

,,,,, لِولُوجِ قُلُوبِكُم 




الشاعر المغربي / عبد اللطيف رعري يكتب "ورقة شفاعتي تحت ظلّي" 



Share To: