الأديب المغربي / محمد مهداوي يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "المروءة"
ترجلت المروءة وبدأت تمشي بين الدروب ، لا تدري أين تضع ر جليها، تبكي تارة وتتألم أخرى، دون أن يلتفت إليها أحد. تقاطعت مع طفلة صغيره، لباسها رث ،شعرها كثيف ومجعد ورجلاها حافيتان ،فسألتها:
-لماذا أنت حافيه القدمين بنيتي ؟
-فأجابتها بصوت رخيم.
-فقدت والدي في الحرب جراء قنبلة سقطت على منزلنا فمات الجميع ولم أبق إلا أنا.
-ألم تجدي من يتكفل بك ؟
لا ..لا لم يرحمني أحد.
بكت المروءه بشدة حتى كادت أن تفقد بصرها..قلبت وجهها جهة الغروب وهي تردد متأسفة:
-ما أغرب هاته الانسانية ! ما أقسى هذا العالم الغريب !
أكملت المروءة زيارتها لعالم البشرية ، حتى وصلت إلى قرية صغيرة فتصادفت مع شابه جميلة ، تبيع كرامتها وشرفها من أجل لقمة عيش ، فبادرتها بالسؤال:
أيتها الشابة النبيلة، ألم يرحمك أحد ؟
أجابتها وهي تجهش في البكاء:
لا.. لا لم يساعدني أحد ،لقد أصابني اليأس فالتجأت للبغاء.. فكثر زبنائي بعدما كانوا قلة...وكثر الإنفاق بعدما كان أياديهم مغلقة...سأغادر هذا العالم... سأنتحر…
-أرجوك..اصبري قد يأتيك فارس الأحلام ويحملك فوق حصان من ذهب..تجلدي بنيتي قد يرافقك الخير من حيث لم تحتسبي…
- يئست من عالم البشرية ،لو كنت مستقرة بين الحيوانات لأكرموني ولساعدوني...
نفضت المروءه جوائحها وسافرت بعيدا لا تلوي على شيء فقررت ألا تعود لعالم القذارة والنفاق مرة أخرى…
من تلك اللحظة والناس كالذئاب يأكل بعضهم بعضا…
الأديب المغربي / محمد مهداوي يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "المروءة"
Post A Comment: