الكاتبة المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "القصور البشري" 




بكل منا بعض القصور الذي يترسب داخله مهما حاول تقليصه فهو كبقايا الرماد الناجم عن الدخان الكثيف الذي ظل مشتعلاً لفترة غير وجيزة فلم تقدر المياة علي إطفائه بالكامل فلقد ترك أثراً طفيفاً في الأجواء ، في المحيط الذي كان متأججاً به ، كذلك الإنسان يكون ذلك القصور كطبعٍ من طباعه لا يتمكن من القضاء عليه بالكامل وإنْ حاول آلاف المرات ، فلا تتهم أحداً بالنقص فكلنا مليئون بالنواقص مهما حاولنا الوصول للكمال فلا كمال إلا لله الواحد الأحد ، فتوجيه اللوم أو العتاب و الاتهام المستمر بالتقصير ما هو إلا خداع لأنفسكم قبل أنْ يكون اتهاماً للآخرين ، فلا تدع الشك يتغلغل ويتوغل داخل نفس أحد و تهتز صورته أمام ذاته لمجرد امتلاكه بعض القصور في بعض النواحي والذي يُعَد طبيعة في كل البشر فلن تكتمل أبعاد شخصية أحد ، فلننظر جميعاً لعيوبنا قبل محاولة التقليل من شأن الآخرين وإسقاط اللوم عليهم طوال الوقت وإفقادهم آخر ذرة من مقدار الثقة بالنفس التي كادت تذهب في أدراج الريح و التي اكتسبوها بعد عناء سنوات طويلة كادت تتسرب خلالها من بين أيديهم بفعل عوامل خارجية دخيلة ليس لهم أي ذنب أو دخل بها مطلقاً ، فاتركوهم ينعمون بالمتبقي من حياتهم و يعيشوها بالقدر المستطاع السليم ما داموا يسيرون علي الصراط المستقيم بلا أي اعوجاج أو انحراف أو تخلف عن أداء مهامهم علي أكمل وجه لديهم فلا داعي لجلب الإحباط و الضيق لنفوسهم بداعٍ وبغير داعٍ ، فما هذا إلا قذف للملل و اليأس في قلوبهم من جديد بعدما خرجوا من تلك القوقعة البائسة بفضل وكرم الله الوهاب الرزاق الذي يمنح الجميع ما يستحق ولو بعد حين و يفيض عطاؤه عليهم دون أي مقابل سوي إضفاء السعادة و الراحة علي حياتهم قبل أنْ يصلوا لطريق مسدود لا رجعة عنه لما يسعون إليه ، فالله يعلم ما يصبو إليه الجميع وهم علي موعد مع تحقيقه في الوقت المناسب المُحدَّد لهم ، فلا داعي لسَكْب أي مُحبِطات داخل نفوس هؤلاء السُعَاة الذين ينفذون أوامر الله بلا أي جزع أو ضيق أو تذمر أو تأفف أو ضجر أو يأس ، فهذا اليقين النابع من أعماقهم سوف يوصِّلهم للهدف المنشود في أقرب وقت ممكن كثوابٍ علي حسن ظنهم و ثقتهم العُليا في الله _جل شأنه _ ...



الكاتبة المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "القصور البشري" 


Share To: