الإعلامي والأديب العراقي / محمد نصيف يكتب قصيدة تحت عنوان "القدسُ وجرحُ النكسة" 




خمسونَ عامًا وجرحُ القدسِ ما هَجَعَا

وصـمـتُـنـا عنْ أذاها زادَها وَجَعَا

خمسونَ عامًا تداوي جرحَ نكستِها

وكم دعيٍّ بها في طعنِها بَرَعَا

تنوحُ في المسجدِ الأقصى قصائدُنا

نوحَ الحمامِ بنجوى حزنِهِ سَجَعَا

نَمَا الحنينُ على أضلاعِنا شجرًا

وكلُّ غصنٍ بهِ مِنْ دمعِنا رَضَعَا

وكمْ مِنْ الوجدِ لمْ يُطفأ بغيثِ منًى 

وكمْ مِنَ الشوقِ في أعماقِنا قُمِعَا 

وتلتظي حسراتُ الشوقِ في دمِنا

ضاقَ المدى بلظانا قدرَ ما اتّسَعَا

مواكبُ الموتِ ما زالتُ تطوفُ بها 

وكلُّ ركنٍ بها مِنْ موتِها شَبِعَا

فلا المواويلُ في أفراحِها صَدَحَتْ

ولا السلامُ إلى حاراتِها رَجَعَا

والمدّعونَ افتتنانًا في محبّتِها

صاروا لمِنْ سَرَقَوا أهدابَها تَبَعَا 

والنائحونَ على شكوى مواجعِها

يُمالئونَ الذي مِنْ لحمِها قَطَعَا

والحارسونَ حِمَاها والعدوُّ هُمُ

هُمُ الذينّ أحالوا أمنَها فَزَعَا

فليسَ مِنْ زارعٍ حقلَ الحياةِ أذًى

إلاّ جَنَى نَادمًا مِنْ مرِّ ما زَرَعَا

خمسونَ عامًا وبعضُ العربِ في سَفَهٍ

يستلطفونَ مِنَ الأفعالِ ما شَنُعَا

ويُنغِضُونَ رؤوسًا ملؤُها عَفَنٌ

إنْ صاحبُ الحقِّ فينا للجهادِ دَعَا

فالراكعونَ على أعتابِ ذلّتِهِم

يغيظُهُم كلُّ رأسٍ ظلَّ مُرْتَفِعَا 

ويأملُونَ انتفاعًا مِنْ مذلَّتِهِم

هل مِنْ ذليلِ حِمًى مِنْ ذلّهِ انْتَفَعَا

فأضعفُ الحقِّ ما يُعطى لطالبِهِ

منًّا ، وأصلبُهُ ما جاءَ مُنْتَزَعَا


الإعلامي والأديب العراقي / محمد نصيف يكتب قصيدة تحت عنوان "القدسُ وجرحُ النكسة"


الإعلامي والأديب العراقي / محمد نصيف يكتب قصيدة تحت عنوان "القدسُ وجرحُ النكسة" 


Share To: