الكاتبة / إكرام لعرج تكتب "البوابة الرابطة بين عالمي الظلام والنور "




الجزء الثاني  

ان مسألة بناء شخصية جديدة أشد قوة من سابقتها امر صعب ، فالماضي متعب وشاق يستنزف منك طاقتك رويدا رويدا ، يحرم عينيك من النوم ،تقاسي في الليل بسبب ذكريات غير  منسية،  بسبب طموحاتك المفقودة وشخصيتك الضعيفة، تمضي الليل كله تتأمل جدران غرفتك ، ستطاردك أشباح الماضي ،اتعلم شيئا حتى حتى عندما ستكون جالسا وسط اهلك او اصدقاءك ستكون شارد الذهن محبوس في عالم الظلام،  مقيدا بأصفاد تشللك ،تمنعك من المضي لأهدافك،  تتساءل كيف يمكن تجاوز هذا ؟حسنا ، لا بأس لن اكذب واقول بأنها مسألة بسيطة ولن اتمتم بعبارات سحرية ستخول لك  الوصول  لمبتغاك دون قتال ، لكن صدقني يجب عليك أن لا تعطي  ذكريات الماضي اي اهتمام والاجدر بك ان تعمل جاهدا على طي صفحات الماضي وتلهبها بنار النسيان. 

لكن كيف يمكن لي تغيير ما حدث في الماضي ؟؟ لكنني لم اتحدث عن تغيير الماضي فهو امر مستحيل الا انه بمثابة دروس وعبر ، انني اتحدث عن تغيير الحاضر إلى الأفضل  ، ببساطة كيف ما كان ماضيك مأسويا،  لكنه يبقى جميلا بشكل ما ، لا شك أن مستغرب من كلامي وتتساءل كيف يمكن للظلام ان يكون جميلا ، لا بأس لكن لولا الظلام لما كان ليكون هناك نور انها سنة الكون ، الظلام يعقبه نور وهكذا ، الآن حاول تذكر شخصيتك القديمة  اجل تلك الشخصية التي كانت مفعمة بالأمل والتفاؤل ، النفس النقية والمبتهجة قبل أن تفقد شغفك وتتحول إلى جماد ، إنني اطلب منك تذكر ايجابيات شخصيتك القديمة ، لا تحاول نسيانها لمجرد انك غارق في وحل الفشل،  احتفظ بإبتسامتك الجميلة، ستقول كيف لي أن ابتسم من جديد وانا مكتئب وقد انزويت بنفسي بعيدا عن ضجة العالم  ، اقول لك ان قلقك من مستقبلك المجهول وعدم رضاك على ماضيك يجعلك تدمن  اشياء توفر لك راحة مؤقتة ، لكن في المقابل لماذا لا تبحث عن ذاتك المرحة في اعماقك كي تتحصل على راحة نفسية دائمة،  لماذا لا تقاتل لتصل لمآربك اوليس من الجدير بك ان تكون إنسانا ذو شغف ، إنسانا مقاتلا، أعلم أنك طوال حياتك انتُقِدْت و حُكِمَ عليك من قبل الآخرين مما أدى بك إلى فقدان ثقتك بنفسك وشعورك بالعجز ، لكن هل لي أن اطرح عليك هذا السؤال ، من هم هؤلاء الذين ينتقدونك، هل هم أشخاص بلا اخطاء وبدون عيوب ، هل خلق الكمال لهم ام هم خلقوا له؟ لا شك أن الإجابة عن هذا السؤال تجول في ذهنك على النحو التالي: كلا لا احد خلق كاملا ، الكمال لله،  اننا نحن البشر معرضين على الداوم لإنتكاسات عديدة واقتراف أخطاء كثيرة ، شخصيتنا تتألف من عالم الظلام وعالم النور ،احيانا يسيطر علينا الظلام فيكون متشائمين وأحيانا يكتسحنا الأمل والتفاؤل فنشعر بتمام الرضا ، هكذا نحن البشر في صراع دائم بين الظلام والنور ،بين الشقاء والسعادة،  وهذا لا يعني اننا لا نستطيع صنع السلام الداخلي،  لهذا انصت إلى نفسك،  استكشف عالمك الداخلي،  كن لطيفا مع ذاتك ، اصنع لنفسك بيئة محفزة ، كلما أحسست بأنك اقتربت من السقوط في بئر الظلام حاول التمسك بحبل الأمل علك تخرج إلى عالم النور ، واعلم أن هذه الحياة اشبه ما يكون بلعبة الشطرنج احيانا تفوز وأحيانا تخسر ، هذه حقيقة يجب عليك تقبلها ، لن تتمكن دائما من الفوز بكل شيء وايضا لن تخسر كل شيء، ان فزت في إحدى تحديات الحياة فلا تتفاخر وتتوقف وان فشلت وان بدت لك الخسارة عظيمة فلا تستسلم،  جدد العزم وثق بأنك في الجولة القادمة ستنتصر ، ولكي تتحصل على هذه الثقة العظيمة بنفسك او  بالأحرى مفتاح النجاح ، عليك أن لا تهتم بأقوال الناس ، انها حياتك انت لا تعشها وفقا لفلسفات الآخرين وخائفا من انتقاداتهم الهدامة ، لا تسمح لهم بالتحكم فيك ، انت هو انت لك شخصيتك الخاصة وهم لهم أفكارهم وشخصياتهم الخاصة ،انت لست بحاجة لأن تكون نسخة طبق الأصل عنهم لذا لا داعي لخلط الحابل بالنابل ،قل في قرارة نفسك كفى ، كفى آن الأوان أن أعيش حياتي بكل شغف ووفقا لقراراتي الشخصية دون الاهتمام بأحكام الآخرين......



الكاتبة / إكرام لعرج تكتب "البوابة الرابطة بين عالمي الظلام والنور "



Share To: