فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "فَوَائِدَ مِنْ قِصَّةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ"
1- أَنَّ مَنْ آوَى إلَى اللَّهِ أَوَّاهُ اللَّه، وَلَطَفَ بِهِ وَجَعَلَه سببًا لِهِدَايَة الضَّالِّين ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَطَف بِهِمْ فِي هَذِهِ النَّوْمَةَ الطَّوِيلَنة إبْقَاءً عَلَى أَيْمَانِهِمْ وَأَبْدَانُهُم مِنْ فِتْنَةِ قَوْمِهِم وَقَتْلَهُم .
وَجَعَلَ هَذِهِ الْقَوْمَةُ مِنْ آيَاتِهِ الَّتِي يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى كَمَالِ قَدَّرَهُ اللَّهُ، وَتَنَوُّع إحْسَانِه وَلِيَعْلَم الْعِبَادِ أَنْ وَعْدَ اللَّهُ حَقَّ .
2- الحث عَلَى تَحْصِيلِ الْعُلُومِ النَّافِعَةِ والمباحثة فِيهَا ؛ لِأَنَّ اللَّهَ بَعَثَهُم لِأَجْلِ ذَلِكَ، وببحثهم ثُمّ بِعِلْم النَّاس بِحَالِهِم حَصَل الْبُرْهَان وَالْعِلْمِ بِأَنَّ وَعَدَ اللَّهُ حَقَّ ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا .
3- الحث وَالتَّحَرُّز والاستخفاء وَالْبُعْدِ عَنْ مَوَاقِع الْفِتَنُ فِي الدِّينِ وَاسْتِعْمَال الْكِتْمَان الَّذِي يُدْرَأ عَنْ الْإِنْسَانِ الشَّرّ .
4- في الْقِصَّة شِدَّة تَمَسَّك هَؤُلَاءِ الْفِتْيَةُ بِدِينِهِم وَذَلِك بِتَرْكِهِم دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَالِاعْتِزَال خوفًا مِنْ أَنَّ يُفتنوا فِي دِينِهِمْ .
5- ذكر مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الشَّرَّ مِنْ الْمَضَارِّ وَالْمَفَاسِدِ الدَّاعِيَة لبغضه وَتَرَكَه، وَإِنَّ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ طَرِيقَة الْمُؤْمِنِين .
6- أن قَوْلُه تعالى :
﴿ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾
فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ بُعِثُوا فِي زَمَانِهِمْ أُنَاسٌ أَهْل تَدَيَّن ؛ لِأَنَّهُم عظموهم هَذَا التَّعْظِيمَ حَتَّى عَزَمُوا عَلَى اتِّخَاذِ مَسْجِدٍ عَلَى كَهْفِهِم .
وَهَذَا وَإِنْ كَانَ ممنوعًا وخصوصًا فِي شَرِيعَتِنَا فَالْمَقْصُود بَيَانُ أَنَّ ذَلِكَ الْخَوْفِ الْعَظِيمِ مِنْ أَهْلِ الْكَهْف وَقْت أَيْمَانِهِم وَدُخُولُهُمْ فِي الْغَارِ أبدلهم اللَّهُ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ أمنًا وتعظيمًا مِنْ الْخَلْقِ ، وَهَذِه عَوَائِد اللَّهُ فِيمَنْ تَحَمُّلِ الْمَشَاقِّ مِنْ أَجْلِهِ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ الْعَاقِبَةُ الْحَمِيدَة .
7- أن كَثْرَةِ الْبَحْثِ وَطُولُه فِي الْمَسَائِلِ الَّتِي لَا أهَمِّيَّةَ لَهَا لَا يَنْبَغِي الِانْهِمَاكُ بِهِ لِقَوْلِهِ تعالى :
﴿ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا ﴾
8- أن سُؤَالَ مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ فِي الْقَضِيَّةِ المسؤولِ فِيهَا، أَوْ لَا يُوثَقُ بِهِ، مَنْهِيٌّ عَنْهُ لِقَوْلِهِ :
﴿ وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴾
Post A Comment: