الكاتبة المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "آفة الفقر"
إن الفقر كالآفة الضارة التي تنخر أجساد الفقراء وتمتص دماءهم وكأنها ترتشف منها بشراهة حتى الموت ، فماذا عسانا أنْ نفعل لننقذ هؤلاء ، ننتشلهم من مستنقع القهر و الذل و الوهن و الهوان الذي سيظل يطاردهم ويلاحقهم متي حيوا كظلهم الذي لا يفارقهم البتة ؟ ، فلا بد من وضع حد أدنى للمعيشة حتى يتحقق التكافل الاجتماعي ولا تُطْحَن إحدي الطبقات في ذاك الفقر المُدقَّع وتُحْرَم من أقل الحقوق التي يمارسها الجميع وتُمنَح لهم بلا توقف أو حدود كالعمل و التعليم و غيرها من الحقوق البديهية التي تُتيح حياة كريمة للجميع دون أي تفرقة أو محاباة لأحد على الآخر نظراً لانتمائه لطبقة معينة ، فنحن مَنْ صنعنا تلك الطبقات بالفوارق التي صارت حاجزاً يحول بين البشر في كل الأمور الحياتية التي نمارسها بكل أريحية ، فلنحاول توقيف تلك المهازل عن طريق توفير فرص عمل ملائمة لكل مَنْ يملك نفس القدر التعليمي الذي يجب أنْ يُوفَّر للجميع على أعلي مستوى حتى يمنحهم القدرة الكافية لمزاولة تلك الأعمال فيما بعد أياً يكن نوعها فهي ما تجعلهم يتمكنون من توفير العيش الرغيد لهم ولأبنائهم في المستقبل القريب قبل أنْ يفتك الجوع أحشاءهم و يدغدغ أجسادهم بغير رحمة أو شفقة بأحوالهم ، فيكفي تلك النظرة الدونية التي أَوْجَدها أبناء الشعب الواحد بين بعضهم البعض فهم مَنْ تسببوا في زيادة حالات الفقر بهذا الشكل البغيض الذي ينفر منه الجميع فكل منهم صار في حالة يُرْثَي لها ولا يملُكون ما يُثْمِن أو يغني من جوع وقد يلجأون لطرق غير مشروعة للحصول علي الرزق إنْ ضاق بهم الحال أو تعثرت أمامهم السبل ، فلا بد من منحهم الفرص اللازمة و النظر لأحوالهم و تسليط الضوء علي مهاراتهم المتعددة التي ستساهم بشكل كبير في تطور المجتمع وتسيير عجلة الإنتاج و تغيير العديد من الأمور النمطية التي سارت عليها الأعمال لسنوات عديدة بلا تطوير أو تعديل أو تجديد نظراً لتولي القادة لنفس المهام وإسناد الأعمال لنفس الموظفين الذين لا يملكون أي مهارات أو قدرات تؤهلهم لتلك الوظائف التي اكتسبوها وحصلوا عليها من خلال الوسائط و الرشاوي والمحسوبية وغيرها من الطرق المذرية التي لا ترقي بالمرء ولا ترضي الله أيضاً ليس اعتماداً على مجهودهم الشخصي ، فعلَّنا نملك ضميراً يقظاً في أداء المهام الخاصة بنا و في تعيين الأصلح أيضاً الذي يتمكن من ممارسة العمل بيقظة مستمرة ودقة و دأب وإخلاص و تفانٍ دون أي محاولة للتلاعب أو التزييف من أجل الحصول على المال دون إخراج العمل بالشكل المطلوب ، فهذا ما يستطيع ذوو القلوب النظيفة فعله فهم لا يطمحون سوى لعفو الله و رضوانه والعمل الصالح المُتْقَن الذي يضمن لهم حياة سوية و نهاية مُرضيَّة دون الانحياز أو المحاباة لأحد للحصول على المزيد من المال فتلك هي وسيلة الشخص الدنئ الذي يظل يلهث خلف المال حتى يتبدد كله بلا رجعة ويعيش عمره نادماً على ضياعه في أمور واهية بلا أدنى قيمة ، فيتمنى لو سعي خلف أمور تستحق ولكن هيهات فلقد مرّ الوقت و فات الأوان ، فعسانا نفيق قبل أنْ تذهب حياتنا في أدراج الريح بلا رجعة أو قدرة على إنقاذ الآخرين من وحل الفقر الذي كادوا يغرقون به بسبب أفعالنا الغير مسئولة والتي لا تنم سوى عن الطمع و الجشع الذي ملأ قلوبنا بلا توقف وتسفر عن ظلم بيِّن بلا أدنى إحساس بالذنب أو تأنيب الضمير تجاه هؤلاء الضعفاء الذين دهستهم ظروف الحياة وسحقتهم تقلباتها ومشقاتها المختلفة و لن يرحمهم سوى الله العزيز القادر على تغيير أحوالهم لما يَسُرهم ويسعدهم من خلال أناس رحماء ذوي قلوب مليئة بالخير ، فياضة بالعطاء و الرغبة في تقديم المساعدات للجميع ابتغاءً لرضا الله وغفرانه ونيل الجزاء العظيم في الدار الآخرة وهذا هو جلُّ هدف أي مؤمن يسعي لدنيا صافية و يطمح لآخرة مليئة بالخيرات والنعم الوفيرة التي تحيط به من كل جانب و تغدقه بها من حيث لا يحتسب ...
الكاتبة المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "آفة الفقر"
Post A Comment: