الكاتب والباحث المغربي / ذ. عبد الفتاح محمد شِيني يكتب خاطرة تحت عنوان "عَبْرةُ كَسير"





انسكبتْ على حين غفلة منه رغم شِدة تهمُّمه بتجفيفها ، وعدمِ لَفْت الانتباه إليها، فانتبهَ مني لَحْظ فبسطتُ يدِي متأملا مسارها وهي تندفعُ مُسرعة لَعلي أن التقطها مُجتمِعة ومتحسِّسا حرارتها، فما كان مني إلا أن شعرتُ بوقْعها أخيرا على كفي، فانتابني مزيج من أخلاط المشاعر، وازدحمت في ذهني أدوات الاستفهام، ولم أدر مَنسَجا للكلام، تُرى أي قوة دفعتْها ؟ ولِمَ تنطلقُ مُعْجلة مجتمعة؟ هل لي أن أفُك شفراتها التي انطوت على خبايا وأسرار؟ أم تُراها تُسرع هاوية لأنها تريد التخلصَ من نفسها في غفلة عن المحيط، وما يعج به من الهموم الخاصة؟ إنها تتراءى لناظرها مُجردَ قطرة ماء صافية ،تُحدث لمعة لكل وَهْم نافية، بيدَ أنها غير شافية، إنها بقايا خلايا الحزن الذي رَكمَ جديدُه على قديمه، ورسالة لا ينتبه لها المشغولون بأنفسهم ،الجمَّاعون لثرواتهم، المنَّاعون للماعون، تلكم دمعةُ حزيــــــن، وعَبرةُ كَسير له أنيـــــــــن.




الكاتب والباحث المغربي / ذ. عبد الفتاح محمد شِيني يكتب خاطرة تحت عنوان "عَبْرةُ كَسير"

الكاتب والباحث المغربي / ذ. عبد الفتاح محمد شِيني يكتب خاطرة تحت عنوان "عَبْرةُ كَسير"




Share To: