الكاتبة السودانية / عفاف الأمين تكتب نصًا تحت عنوان "المميز السرمدي"

 


 كيف أحببتك بقلب طفلة؟

كيف أحببتك كأني لم أُجرح يوماً، ولم أُخذل يوماً، ولم يقم الحب يإيذائي؟

أخبرني، كيف شعرت بالأمان معك، لقد إطمئن قلبي حين نظرت عينيك، وقتها شعرت بأن الفراشات في قلبي ترقص طرباً، وبأن موعد الربيع حان، بأن تاك الأشجار قد إخضرت أوراقها وأينعت فيها الثمار أيضاً.


لم تكن شديد التشابه معي بل كنت مختلفاً ومشابهاً في الوقت ذاته، كنت شديد العقلانية وأنا عاطفية للحد الذي لا يُطاق، أعترف أنت إجتماعي للغاية وأنا غيورة حد الوجع، كثيرة الحساسية أيضاً وسهلة الإرضاء في الوقت ذاته، أشعر بأننا مزيج متجانس.


لا أظنك سترغب بتفاصيل حياتي البنفسجية تلك، ولكنك بلا شك ترغب بي بشدة، ما رأيك أن تكون حياتنا بعاطفتي وعقلانيتك، بضجيجي وهدوئك، بنثري وأبياتك الشعرية الآسرة، بجاذبيتك وتألقي، بمرونتك وعنادي،لتكون مريحة ومبهرة، لم أرغب يوماً في أن تكون حياتي مثالية قط، بل أردتها عاطفية عاطفية جداً كم تخيلت أن أعشق كاتباً، يهديني نصاً في الصباح، يراضيني بقصيدة، ويكتب لي رواية في عيد مولدي.


أذكر أنه في يومٍ قبل إرتباطنا أنك أخبرتني بأن كل كاتب ليس سوى كاذب يكتب قصيدة في فتاة أخرى ربما أعجبته في مكان ما ليهديني إياها فأطير فرحاً، أذكر أنك حذرتني من أن أقع بحب كاتب، وبالرغم من ذاك أنت جذبتني لأقع بك.


رباه ما هذا التناقض! أحببت تناقضك، أسرني كل ما فيك، أنت مميز، مميز جداً بداخلي. 


لست فقط مميز، بل سرمدي أيضاً، أأنت ساحر؟

لا أدري كيف جعلتني أعشقك كأني لم أُخذل من الحب يوماً؟



الكاتبة السودانية / عفاف الأمين تكتب نصًا تحت عنوان "المميز السرمدي" 




Share To: