الكاتب اليمني / أديب السامعي يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "عندما قررت الاتُكاء" 




عندما قررت  الاتُكاء، مالتٌ  أكُتاف الجميع لقد خذلني الرفاق

والعائلة، والشخص الذي أحبهُ

حتى الأيام لم اسلم من خذلانها، لا بأس كان ذلك بمثابة وعكة أثبتت أن جميع الحضور لا يوفون بالغرض في غربتك عن ذاتك، حتى صديقي المقرب يسألني من أنا، وآخر اتخذت منه اخ غير وجهته في إحدى ازقة المدنية حتى لا اصطدم به على حين غفلت مني، صديقتي تقول أنني منحرف، ابناء قريتي يشهدون بعصياني لوالدي، رجلٌ لم أراه قط يتحدث عن إصابتي بحالة نفسية، وكلهم منافقين، مازالو يتبادلون اطراف الحديث عن روحك الهزيلة التي ظلت طريقها بين تربيتهم على كتفك، ونفاقهم خلف ظهرك، لم يملوا من رسم تلك الإبتسامة الخفيفة التي تخفي خلفها رُكام من البغُض والجحود بحق صداقتهم.. 

هل تتكلم عن اقربائك واحبائك يابُني! من كنت تظن انهم-في البداية-  كانوا لك كلٌ شي؟.. 

اه ياصديقي عنهم من الطبيعي أن تكون البدايات جميلة، فلا يُعقل أن يأتي أحدهم ويقول لك مرحبًا أنا بن حــ رام، ارجوا أن تكون حذرًا..

إنني أخشي أن تصاب أيها الرجلُ العجوز بغربة الروح وإن كنت بين اهلك، أن تشعر بالمنفي في وطنك.. أخشي لأن قدرتك قد تلاشت ولم تمكنك بعد من مجابهت ماستشعر به. 

ماذا عنك يافتى؟.. اما أنا مازلت أتفهم الجميع، لأنني أعرِف الحاجة الملحة لأن يفهمك أيّ أحد. بذلت مابوسعي كي لا يقطع أحدًا حديثي تجاه نفسي، قطعت آلاف الأمتار صمتًا، حتى لا اكن سببًا لضيق شخص، أفهم معنى تلك المأساة التي سقطت بحملها الثقيل على الشخص وحدهُ دون ان يمد له أحداً يد العون٫ أفهم كيف يتأخر في سردها٫ يتردد، تعزّ عليه نفسه، أو أنني بالأصح تحولت فجأة الى شخص لا يهتم، ولا يتكلم، يتنفس بصعوبة وهو ينتظر الموت، لا أعطي حجمًا للأشياء التافهة، ‏تقلصتّ رغبتي في معرفة الأسباب، لا أُريد أن أسأل بعد الآن لماذا؟ 

لم يعد يهمني من قال عني ومن سيقول، ولا من يحاول جاهدًا لكسري، افعلوا ما شئتم لن أبذل مجهودًا لإثبات عكس مايدور في مخيلتكم، وليس لديّ طاقة للدخول في نزاعات مع أحد، اكتفِ فقط بأخذ انفاسي من سيجارتي دون أيّ تعكير، لمزاجي، لن اركض خلف تراهاتكم لأثبت لكم مثاليتي، فأنا لست مثاليًا ولا أريدها، قناعتي من شيء أو لا شيء اقدرها، رغم بساطتها، قناعة مصدرها صوت يهمس داخلي بإستمرار أنني لست مخطئًا، وإن كانوا هم على الطريق الصحيح لما التقينا... 


آه لو كان بإمكاني اعطائكم فكرة عن احساسي بالقرف والإشمئزاز إزاء تصنعكم المبتذل لإلقاء السلام عليّ، لأنني اكره الإبتذال حد الفناء..



الكاتب اليمني / أديب السامعي يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "عندما قررت الاتُكاء" 



Share To: