الكاتبة اللبنانية / جيهان محمد لويسي تكتب قصة قصيرة تحت عنوان" نصفي المُبعثر"



 

افترقنا قبلَ الغدِ ليلًا، وجدتُها البارحة عندَ السّاعةِ الخامسةِ مساءًا جالسةً أمامَ بابِ جامعتها حيثُ التقينا أوّلَ مرّة، ورُغمَ خلوّ المَكان إلا أنّ روحها ملأت المكانَ بطاقةٍ غريبة تنفردُ بها ولا يملكها غيرها!

جلستُ بجانبها ونظرتُ إليها بدقّة وأخذتُ أفكّرُ ما إذا كنتُ قادرًا على الإبتعادِ عنها، لكن ملامحها هذه تأسرني وروحها تقيّد أضلعي التّي تأبى عناقَ غيرها، فأنا غيرُ قادر على تقبّلِ حياتي بدونها وأرجلي هذه ساقتني إليها كالعادة!

يا الله ما الذي يحدث أيعقلُ أن تسحرني هذه الفتاةُ لمجرّدِ بساطتها!

بادرتُها بالسّؤال:"إذا كنتِ فعلًا تريدينَ الإبتعادَ عنّي لماذا أنت جالسةٌ الآن في مكانِ لقائنا المعتاد، وما أدراكِ أنّني سآتي إلى هنا؟"

فأجابتني:"والرّوحُ تأبى الإنفصال وإن أرادَ خلافنا، أرأيتَ يومًا روحًا تحيا دونَ نفسها!"

ونظرت إليّ حتّى جعلت منّي شخصًا آخر وأنا الذي كانَ يقفُ صامدًا كالجسر وكأنّها ألقت عليّ بسحرٍ يقيّدني ويُذهبُ عقلي منّي!

أمسكتُ يديها الباردتين وأخبرتها:"ألا يمكن أن نتعرّفَ مرّةً أخرى وأخبركُ أنني مغرمٌ بك في مكانِ تعارفنا ولقائاتنا وإعترافاتنا هذا!

ألا يستحقّ شغفي بكِ أن يسرقَ من قلبكِ فرصةً أخرى يا صغيرتي؟"

تبسّمت وعانقتني حتّى بُعثت بي الحياةُ مرّةً أخرى، وعادت الألوانُ كما كانت وأصبحَ للحياةِ معنى ولكلّ شيءٍ طعمٌ آخر.



الكاتبة اللبنانية / جيهان محمد لويسي تكتب قصة قصيرة تحت عنوان" نصفي المُبعثر" 




Share To: