دلالة المكان في رواية "مدينة النساء" للروائي التونسي الأمين السعيدي
بقلم:رياض غربال
تبدأ الأحداث في رواية "مدينة النساء" من حومة شعبية بالبلاد التونسية، حيث قرر "صفوان"الرحيل
بعد أن تعذب في ارضه وبين اهله...
اراد تغيير المكان لتتجدد الحياة ولكن الأم رفضت لأنها لا تقدر على مغادرة الحي الذي عاشت فيه منذ صغارها فالتفاصيل الصغيرة تسكن مخيلتها...
الحومة الشعبية هو المكان المركزي في الرواية فالسعيدي اراد ان يقول ان اصل الشعب ومعظمه يعاني الخصاصة والظلم والتهميش فقد عملت كل الحكومات على ارهاق هذا الشعب وجعله منشغل بضروريات الحياة دون الاقتراب من السلطة والسياسة...
وان نجحت في معظم الاماكن وفي الحقبات الزمنية المتعاقبة فقد فشلت الآن لأن صفوان عاشق للأرض
له رصيد مهم من الجرأة والشجاعة والمعرفة...
فالمكان دال على الصبر وحب الحياة ومواجهة الظلم والانتصار الى الضعفاء والمفقرين من ابناء الشعب...
وافقت الأم رغم رفضها للسفر في البداية وانطلقت الرحلة دون تحديد الوجهة فكان الطريق الى الجنوب أهم الأمكنة واكثرها التساقا بالشعب وكأن الكاتب يستحضر رحلة أهل الجنوب الى الشمال والساحل من اجل العمل ولكن هذه المرة في الاتجاه المعاكس لأن الرحلة مبرمجة على مغادرة حدود الوطن مرة واحدة...
وحين وصل صفوان الى الجنوب وتحديدا الى "نزل الليماس" تبين ان الحب اقوى من اليأس والاحباط ومرض الساسة وحتى الفقر والخصاصة فصفوان الآن أسعد الناس فوق الأرض بعد أن عشق "فاطمة"التي تعمل بالنزل،بل انها هي صاحبة المشروع،ولأول مرة يتفق صفوان مع البرجوازية...فقد جمع الحب بينهما رغم تعدد الفوارق...
المدينة(الحي الشعبي)الريف،المسالك الفلاحية على اطراف المدينة...الصحراء،حانة ماريوس،نزل الليدو
المدارس والمعاهد،شارع لحبيب بورقيبة بالعاصمة،محطة الجزائر،جامع الدباغيين،نهج المنجي سليم،الحمام،سجن المرناقية،المسرح البلدي،سوريا،تركيا،ليبيا،انجلترا،نهج الوادي،نهج المر،عيادة الطبيب،المستشفى، مستشفى المجانين...
كل هذه الاماكن لها علاقة متينة بالسلطة ومشاريعها الهامة ومواجهتها لكل من يرفض قرارتها الخرافية التي أنهكت الشعب والارض،فالمكان له دلالته في رواية مدينة النساء للروائي الامين السعيدي.
دلالة المكان في رواية "مدينة النساء" للروائي التونسي الأمين السعيدي
Post A Comment: