معاد بوشويك يكتب مقالًا تحت عنوان "لا تفرط في الثقة"




تذهب بنا الأيام و تمر بنا الأحداث و كل حدث ينسيك في الحدث الذي قبله و كل حدث يذكرك بشئ ضللت طول حياتك تفكر فيه ، هو عبارة عن درس تعلمته من الحياة وهو عدم الثقة ، الثقة التي ذهبت منذ  اليوم الذي اكتشفت فيه حقيقة ما يحيط بي ، الثقة التي أعطيتها لأشخاص لم يعرفوا قيمتها،  جعلوا مني شخصا آخر ،لم أعد أثق حتى في نفسي ، أصبحت علاقاتي سطحية حتى مع نفسي ،أيها القلب لا تعطي قيمة لأحد، ولا تتعلق بأحد، و لا تجبر أحدا على أن يحبك، لكن أحب من أحبك، ولا تُحِبَّ من لم يحبك، و لا تعطِ ثِقتَك كلها لشخصٍ ما،  لا تعلم من أين سيأتيك الأذى، وليس هناك صديق دائم، بل هناك صديق زمن، فعندما تنتهي مصلحته معك يذهب، ولا تشبث بأحد، بل تشبث بحبل الله، فهو الذي لا ينقطع ؛ ينجيك من كل الأزمات وهو الغني عن شكرك له، سيقال عنك ما ليس فيك، وسيقال لك ما لا تحب، وسيقال إنك فعلت ما لم تفعل لا تكترث . كل يوم يزيدني يقينا أنه  ليس الجميع يحب لي الخير، وليس الجميع يحبني، وليس أي حب يكون صادقا،  أن  يكون لك عدو مباشر، أفضل من أن يكون لك عدو يتظاهر بحبه لك، فمَن يحبون لك الخير، ويريدونك أن تصبح أفضل منهم، ويتقبلونك رغم عيوبك وتصرفاتك القبيحة، هم الوالدين، ذلك هو الحب الثابت، ذلك هو الحب الحقيقي، الذي لا يتغير رغم مرور الوقت، نعم ستُقال عنك أشياء أنت لم تفعلها، وسيكذبون عليك وسينافقونك، ولكن لا تتأثر بهم ولا تجعلهم يتغلبون عليك، نعم، قد أتفق معك حين ستقول لقد أحببتهم، وقد أعطيتهم كل ما أملك، وفي الأخير خذلوني وخذلوا ثقتي بهم، لكن الذي عليك الآن هو أن تستجمع قواك وأن تريهم كل ما تقدر عليه، وأن تريهم أنك لست أنت من خسرتهم، بل هم من خسروك، و لا تحقد على أحد، لكن اعطِ كل واحد فرصة في حياتك، لا تقل إن الأصدقاء الآخرين طعنوني وخذلوا ثقتي بهم، وليس عليّ أن أتعرف على أصدقاء  جدد، هنا أنت ستفعل ما هو ليس بصواب، بل تعرف على أُناسٍ جدد، فأنا أعدك بأنك ستلتقي بمن سيحبك بصدق ويخاف عليك من كل أذى، وهذه هي حكمتي لكم اليوم، لا تعط ثقتك الكاملة إلا لوالديك.


معاد بوشويك يكتب مقالًا تحت عنوان "لا تفرط في الثقة"


Share To: