فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "عبادة التوكل"
التوكل قلب التوحيد ، وهو ليس بالأمر اليسير ؛ فلا يكون إلا حين تتيقن كل اليقين أنه لا يجلب النفع إلا الله ، ولايدفع الضر إلا الله .
حين تتيقن أن الله يكفيك كل ماأهمك
بكل تفاصيله ، وأن له القدرة على ذلك ، وأنه أرحم الراحمين بك !
حين تتيقن أن لربك عميم الإحسان ، وكفايته لك كل ماأهمك هي من آثار إحسانه !
حين تتيقن أنه مامن عسير إلا وييسره الله ؛وإنما يختبر الله الناس بالعسر ليظهر مقدار ثقتهم به !
أيها المؤمن :
الثقة بالله أمر عزيز نفيس ؛ فأعن نفسك على تقويتها حين تختبر بعسر ما فيتبين لك ضعفك فيها !
التوكل على الله مرتبط بالإيمان ؛ فعلى قدر مامعك من إيمان يكون توكلك ، وقول الله :
{وعلى الله فليتوكل المؤمنون}
يعني : إن كنت مؤمنا فتوكل على الله !
كل المؤمنين يجب أن يتوكلوا في أمورهم على الله ؛ ولكن الاختلاف فيما بينهم هو في قوة التوكل والاعتماد ، وقوة الثقة بالله !
التوكل عبادة عجيبة يغفل عنها كثير من المؤمنين ؛ بل هي من كبار العبادات ؛ وذلك لتوقف سائر العبادات عليها .
وليتضح هذا انظر لو أن الرسل خافوا تهديد قومهم ، ولم يتوكلوا على الله في أمر نصرة دينه وهداية عباده ؛ فتركوا دعوتنا كيف كان سيصلنا الخير ؟
ولو أن كل داعية هدده ذو سلطان ؛ فترك التوكل ، وترك الدعوة ؛ كيف سيصل الخير للناس ؟
ولو أنك في كل أمر صعب يمر عليك تركت التوكل ، واعتمدت على الأسباب فقط ؛ كيف ستسير أمورك ؟
وهذا لايعني ترك الأسباب أبدا ولكن ياخيبة من ترك الاعتماد على الله واعتمد على الأسباب !
ياخيبته !
الأسباب معتمدة إذا نفع الله بها فقط !
التوكل من العبادات الكبار والمؤمن غافل عنها ، أو غافل عن تفاصيلها :
هل أدركت يوما ماذا يعني أن تثق أن الله ييسر لك كل شيء ؟
كل شيء ؟
المحروم من حرم هذا ، وبعض المحرومين يرون في التوكل مخاطرة ، ويرون أهل التوكل مخاطرين ، وهذا واضح في سورة الأنفال والتوبة كيف كانوا يقللون من شأن إقبال النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على قتال العدو ويقولون :
{ٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ }
والله يقول :
{ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "عبادة التوكل"
Post A Comment: